حديث الصراحة والعقلانية لدولة الرئيس المهندس حيدر أبو بكر العطاس كان في مستوى المسؤولية والواقعية السياسية الرصينة , من قائد تاريخي وسياسي محنك من الطراز الرفيع , يعد واحدا من ابرز القيادات الجنوبية التي تعي ما ينبغي أن تقول وتسلك نهجا دبلوماسيا راقيا , يوصف بالحنكة القيادية الفذة والكياسة السياسية المقتدرة في التمثل بالمرونة الدبلوماسية والعقلانية السياسية في قراءاته الدقيقة وتشخيصاته المنطقية لواقع المشهد السياسي اليمني والجنوبي تحديدا .. بعيدا عن الغلو والمزايدات الكيدية والتطرف الأهوج , وتحترم مسؤولياتها تجاه شعب يعاني الأمرين منذ مأساة الوحدة "الاندماجية الفورية" عام 1990م مرورا بحرب الاجتياح الشمالي العسكري للجنوب عام 1994م وحتى اليوم.
حديث الواقعية السياسية لمهندس تكنولوجيا "السياسة الرقمية" التي تحسب كل خطوة تخطوها بدقة متناهية , (Step by step) خطوة خطوة , وتقدير حجم التوقعات والنتائج المرجوة منها .. حديث يكشف عن قراءة حصيفة لخطورة مرحلة ما بعد مخرجات الحوار اليمني واستشعاره بانعكاساتها الخطيرة , داعيا ضرورة الإسراع للتحرك الجنوبي الموحد لمواجهة تلك التحديات , وتقديم رؤية جنوبية جامعة وموحدة , يجمع عليها كل قادة الجنوب المعنيين وتقديمها إلى مراكز القرار الدولي والإقليمي , قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي في 28 يناير2014م التي يدرك الرجل أهمية دور كل قيادي جنوبي في تحمل مسؤوليته تجاه تداعياتها وانعكاساتها الخطيرة , وما ينبغي أن يقدمه كل قيادي جنوبي من موقعه , تجاه شعبه ووطنه وتضحيات أبناءه الذين يتساقطون كل يوم في كافة مناطق الجنوب بكل مناطقه ومحافظاته كما قال دولة الرئيس العطاس .
داعيا إلى لقاء عاجل لكل القيادات المعنية, بعيدا عن الاشتراطات المسبقة ومحذرا من تبني المواقف الأنانية المتشددة التي تمثل امتدادا للعقلية الشمولية التي أضرت كثيرا بالجنوب والجنوبيين منذ استقلاله عام 1967م , والنأي بالجنوب وقضيته العادلة من المغامرات غير محسوبة العواقب وخطورة جر الجنوب الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي والإقليمي وخطورة تبعات تلك السياسات الصبيانية الضارة على مستقبل الجنوب وقضيته العادلة
ودق ناقوس الخطر من القادم المبهم المجهول .. في ظل تشتت قوى الحراك واختراقه ومحاولات قوى النفوذ والمصالح في صنعاء وسعيها العلني المكشوف لجر الجنوب الى مواجهة جنوبية - جنوبية قادمة , لا سمح الله , محذرا من خطورة المستقبل القادم واثر التشتت الجنوبي وضعف وغياب الوحدة الجنوبية على مستقبل الجنوب وشعبه وتطلعاته في استعادة دولته المنشودة ـ وتأكيده على تمسك شعبنا بخيار نضاله السلمي العادل والمشروع وعدم الانجرار إلى محاولات جره إلى العنف والعنف المضاد.
كان حديث ابا معتز من القلب إلى القلب , خاليا من الوعود الوردية الخيالية والأوهام النرجسية الطائرة في الهواء , حديث الواقعية السياسية , الذي يعبر عن الهم الجنوبي المشترك , كما ينبغي أن تلمسه وتستوعبه مختلف قواه السياسية والاجتماعية وجماهيره المضطهدة , ورؤيته للحل التي قال فيها أن نصركم يكمن في وحدتكم قيادة وقواعد داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم والبحث عن قواسم الالتقاء الجامعة لكل الجنوبيين بعيدا عن الشعارات الفارغة والمكايدات والمناكفات السياسية بين شركاء العمل السياسي والهم الجنوبي , التي لا يمكن لها إلا أن تزيد من معاناة شعبنا وتجعل العالم الإقليمي والدولي يتجاهل قضية الجنوب ومعاناته.
تحية كبيرة لهذا الرجل القائد المحنك والسياسي المخضرم والكبير "أبو معتز" على ما قاله في الحوار الخاص مساء اليوم الذي استضافته فيه قناة "عدن لايف" ولأول مرة منذ انطلاقتها , والذي يمثل نقله نوعية متميزة في خطابها الإعلامي وبادرة ايجابية طيبة في الانفتاح على الرأي والرأي الآخر .. فتحية كبيرة لآبا معتز.. والكبير يبقى كبير !