الاستعمار .. شماعة كل يوم ..

2013-12-03 15:52

 ( كنتُ أدري ..

ما على ردفان يجري ..

كنتُ أدري ..

أن إخواني و أهلي ..

أذرعٌ تحتضن النورَ و أرواحٌ تصلي ..

في طريق الراية الخضراء و الشمس الأسيرة ..

وربيعٍ ذات يومٍ كان في شبه الجزيرة ..

ترضع الدنيا شذاهُ و عبيره ....)

 

ستة وأربعون عاماً مضت على رحيل آخر جندي بريطاني ,

و أكثر من نصف قرن من الزمان , على الشاعر عبده عثمان , وهو يعلم ما يجري و يعتمل على جبال ردفان .. و على الرغم من كل ذلك , مازالت الحكومات العربية تعلق فشلها في إدارة الدولة و توجيه دفة سفينتها إلى بر الأمان , على شماعة الاستعمار و أعوانه ..

 

فهو سبب في تخلفنا و فسادنا , و سبب في فشل التعليم و الرياضة و في هزائم منتخباتنا , و جفاف الآبار و المعايين .

 

أكثر من خمسين عاماً و شعوبنا العربية تعيش تحت تأثير خدر الثورات , لتصحو منه على دوي ثورات جديدة , تدعو إلى الحرية و الكرامة و الانعتاق و .. و ترفع شعارات قديمة جديدة , أو جديدة قديمة ..

 

أ بعد أن وهن الوطن و اشتعلت الأحلام شيبا ؟؟!! أبعد هذا العمر المديد في

عسل الثورات أو وهمها , تشتعل الثورات الجديدة من جديد لترمم أو تدك

القديمة ؟؟ و تبرز على أنقاضها شماعة جديدة  ــ بعد إحالة القديمة على المعاش ــ

تتحمل كل الأخطاء الجديدة  , اسمها بقايا النظام .

 

فأول مشروع للحكومات العربية الجديدة , هو بناء و إقامة هذه الشماعة , و بقدرة تحمّل كبيرة , تتحمل حتى الزلازل و الأعاصير .

 

فحين انتصرت الثورات , و أعلنت شقيقاتها العربيات استقلالهن , بين عقدي

الخمسينيات و الستينيات , تنفس الفلسطينيون الصعداء , و تأملوا في القادم

خيرا , و أنه لن يمضي يوم و ليلة إلا و يكون حالها كحالهن ..

 

لكن الأيام تمضي و الليالي , و لا جديد تحت شمس العرب , إلا الشجب و التنديد و الإدانة .. وتجد أخواتها قد انشغلن عنها بصراعات جانبية , و قضايا هامشية .. و اليوم بثورات ربيعية جديدة .

 

و من يدري يا فلسطين , فقد تحتاج الثورات إلى ثورات , و الحكومات إلى

شماعات و ليس في الإمكان أبدع من الشجب و الاستنكار والإدانات .. فصبراً فلسطين !!!