في خضم إصرار الحكومة اليمنية على استكمال مؤتمر الحوار الوطني وإيصاله إلى محطته النهائية عبر عقد جلساته الختامية في ضل غياب بل مقاطعة عدد من المشاركين فيه من ممثلي المكونات السياسية والثورية المختلفة وأبرزهم بالطبع عدد كبير من ممثلي مؤتمر شعب الجنوب بقيادة القيادي الجنوبي محمد علي احمد هذا المكون الجنوبي الوحيد المشارك في المؤتمر والذي تصفه وسائل الإعلام اليمنية بممثل قوى الحراك الجنوبي السلمي وفي ضل طفو تسريبات إعلامية على سطح الساحة اليمنية تفيد بتمديد فترة انعقاد المؤتمر في خطوة فيما إذا صح ما تم تسريبه عن ذلك يراد بها مواصلة جهود القائمون على أمر الحوار مواصلة جهودهم في إقناع الإطراف المشاركة في القاعة والمؤثرة من خارج القاعة استكمال ما بدأته والوصول به سويه إلى بر الأمان وإعلان مخرجاته التي تعول عليها المؤسسة الرئاسية اليمنية وحكومتها وأحزابها السياسية وقواها التقليدية الخفية وكذلك داعميها ورعاة مبادرة تسوية أزمتها أمالا كبيرة في وضع الحلول الناجعة لمعظم المشاكل والقضايا المستعصية والمزمنة .
في ضل كل تلك التباينات التي تحيط بالمؤتمر الحواري وتشير جميعها إلى تأجيل موعد الحسم حتى انتظار نتائج جهود المساعي التوفيقية بين إطراف العملية والتي يقودها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بنعمر يضل رهان القائمين على مؤتمر الحوار والذي يتقدمهم الرئيس اليمني الانتقالي عبد ربه منصور هادي وحكومته وأحزابه والقوى التقليدية النافذة في اليمن ومعهم رعاة المبادرة الخليجية والمجتمع الدولي الداعم لعملية التسوية اليمنية وممثلهم السيد بنعمر في نجاح الحوار ورهان المعارضون للمؤتمر الرافضون لمخرجاته جملة وتفصيلا وهم قوى الثورة الجنوبية السلمية بكل مكوناتها باستثناء مكون مؤتمر شعب الجنوب فقط وقياداتها في الداخل والخارج وأبرزهم على الإطلاق السيد علي سالم البيض الذي لم يدع مناسبة يطل خلالها على العالم عبر نافذة الإعلام تمر دون إن يجدد خلالها رفضه للحوار اليمني وتأكيد عدم اعترافه به وبمخرجاته بل واعتبار المشاركين فيه من أبناء الجنوب لا يمثلون شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد فبين هولا وهولك يضل الرهان على نجاح الحوار قائما .
هذا جانب فيما الجانب الأخر وفي خضم كل ما سبق وذكرته أعلاه وتزامنا مع لحظات المخاض الأخيرة التي تسبق خروج نتائجه (مخرجاته) إلى النور شهد الملعب السياسي اليمني واكرر هنا اليمني الكثير من التطورات والمستجدات المؤثرة طبعا على مسارات المرحلة الحوارية الأخيرة الدافعة بكل قوة بها إلى سلوك دروب أخرى تتجه صوب مصالح من يقف خلف تلك المستجدات وتبدو تلك التطورات الميدانية بجلا في صور عدة منها ممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس هادي ضغوط وصل مداها إلى حد الابتزاز والتهديد والوعيد ورفع مستوى ووتيرة الانفلات الأمني وإدارة عجلة العنف والتخريب بقوة إلى الإمام وزيادة معدل الانتهاكات الرسمية ضد شعب الجنوب من خلال استخدام القوة المفرطة لمواجهة سلمية الثورة الجنوبية الناتج عنها بالطبع ازدياد إعداد القتلى والجرحى في صفوف أبناء الجنوب العزل.