لو توقفنا قليلا لتقييم الوضع السياسي والعسكري في الجنوب واليمن مع نهاية 2025، سنجد لأول مرة يعيش الجنوب مرحلة أقل تنازع منذ 2015؛ المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرة، بعدما اختفت كل الدكاكين المفرَّخة، ويفرض كياناً شبه موحد يمثل شعب الجنوب بصوت واحد مع قوات منظمة بقيادة واحدة، فتضيق فجوة التمثيل الداخلية رغم الانتقادات من داخل المشروع الوطني الجنوبي لبعض الأخطاء.
بالمقابل تعيش المناطق اليمنية ((الشمال والوسط والساحل)) أعلى درجات التنازع: صنعاء مع الحوثيين، مأرب للإصلاح والقاعدة والقبائل، تعز منقسمة بين ألوية ومليشيات متصارعة، الساحل الغربي مع طارق صالح، واعضاءمجلس القيادة الرئاسي من اليمن مشتتين وفاقدين للسيطرة.
لا يوجد اليوم صوت موحد يمثل اليمن مقابل الجنوب، فقد اتسعت فجوة التمثيل بين شعب اليمن ونخبه بشكل غير مسبوق.
ثم يأتي مشرد يمني ويقول الجنوبيين منقسمين لا يمكنهم بناء دولتهم والحقيقة أنهم هم الممزقين في خمسة كانتونات مليشياوية.