الإرهاب يستهدف قوات الجنوب وحدها.. ويتجنب قوات الشرعية ودرع الوطن

2025-10-21 21:06
الإرهاب يستهدف قوات الجنوب وحدها.. ويتجنب قوات الشرعية ودرع الوطن
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

تشهد ساحات الجنوب العربي سلسلة هجمات وتفجيرات إرهابية متواترة تستهدف بالدرجة الأولى القوات الجنوبية المرابطة على طول السواحل والداخل، آخرها صباح اليوم في المحفد نتج عنها 4 شهداء و13 جريحا كما نشره موقع "شبوة برس".. فيما تبدو قوات الشرعية و "قوات درع الوطن العليمية" في وادي حضرموت ومحافظة المهرة ومأرب وتعز والمخا بمنأى عن هذه الضربات أو أقل تعرضاً لها، وفق متابعة ميدانية ومصادر أمنية محلية. هذا الاختلاف في نمط الاستهداف يطرح أسئلة قاسية حول من المستفيد ومن يقف خلف تعمّد زعزعة الأمن والاستقرار الجنوبي.

 

محرر "شبوة برس" تابع تغريدة للكاتب السياسي شهاب الحامد لخصت الاستغراب الشعبي عندما تساءل: متى تستهدف القاعدة القوات اليمنية في وادي حضرموت أو في مأرب أو في تعز أو المخا؟ ثم أردف الحامد بالاستنتاج السياسي: إذا عرفنا من هو المستفيد من ضرب القوات الجنوبية وزعزعة الأمن، سنعرف من هم القتلة ومن يستخدمهم. تغريدة تعكس قناعة يتقاسمها شريحة واسعة من المجتمع بأن استهداف الجنوب ليس اعتباطياً، بل له غايات سياسية واستراتيجية.

 

المشهد الميداني يؤكد أن التنظيمات المتطرفة عادة توجه عملياتها ضد نقاط تمثل الحضور الجنوبي ونجاحه في فرض الأمن، من مراكز وألوية ودوريات وحواجز. وفي المقابل نادراً ما تُسجّل هجمات مماثلة ضد بعض التشكيلات العسكرية الأخرى التي تحظى بما يوصف محلياً بـ«حصانة أمنية» أو دعم إقليمي وسياسي واضح. هذه المعادلة تُضع الكثير من علامات الاستفهام حول تفاوت الحماية والخطوط الحمراء التي تُرسم عملياً أمام منحني العنف الإرهابي.

 

المعاناة الأمنية تتضاعف حين تتحول العمليات الإرهابية إلى أداة ضغط سياسي لشلّ القدرة المحلية على حماية المدنيين والبنى التحتية، وإضعاف ثقة المجتمع بالقوات التي تدافع عنه. على الدولة والقوى السياسية أن تجيب عن أسئلة أساسية: من يمنح بعض التشكيلات غطاءً عملياً يمنع استهدافها؟ ومن يسمح بترك خطوط مواصلات ومواقع جنوبية مفتوحة أمام الاعتداءات؟ ولماذا لا تؤدي التجاوبات الأمنية والسياسية إلى تحييد هذه الظاهرة أو تقليصها بشكل ملموس؟

 

المطالبة الآن هي بموقف واضح وحازم من كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية: تحقيق شفاف في الجهات المسؤولة عن استهداف الجنوب، تعزيز التنسيق الاستخباري والامني لحماية المواقع الحساسة، وضمان عدم استخدام الإرهاب ذريعة لاستهداف مشروع سياسي أو قيادة شعبية. كما يجب أن تتحمل الأطراف التي تستفيد من زعزعة الجنوب مسؤولياتها عن استقرار المنطقة، وأن تتوقف عن أي سياسات تكرس انقساماً يُسهل عمل المتطرفين ويغتال الأمن العام.

 

ختاماً، حماية الجنوب من الإرهاب واجب على المجتمع كله: لا فرق بين مدن الجنوب وقراه في حقها بالأمن، ولا يجوز أن تُصبح معاناة جهة أداة سياسية لتصفية حسابات داخلية أو إقليمية. حفظ الله الجنوب وأهله ورد كيد الكائدين، وأن يعم السلام والاستقرار كل ربوع الوطن.

 

*- المحرر الإخباري لـــ "شبوة برس"