السلطان بن حبريش.. لم يعد طموح قيادة بل جنون سلطة وسكر نفوذ

2025-10-12 18:53
السلطان بن حبريش.. لم يعد طموح قيادة بل جنون سلطة وسكر نفوذ
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

سلطان الوهم الذي نصب نفسه حاكماً على أنين حضرموت وباع أحلام أبنائها في مزاد الطموح الأعمى..

 

*- شبوة برس – مصعب عيدي خاص 

عندما يصبح الوهم حقيقة في عيون عمياء ويطغى الطموح فوق وعي وإدراك الواقع يتحول المشهد إلى مسرح عبثي تتداخل فيه الأوهام مع الطموحات المريضة ويتصدره أشخاص فقدوا البوصلة وانشغلوا بتضخيم ذواتهم على حساب الحقيقة والعقل عمر بن حبريش اليوم يعيش هذا الدور بامتياز فهو يتخيل نفسه زعيماً فوق النقد وحاكماً فوق القانون بينما الواقع يقول إن حضرموت تنزف تحت وطأة عبثه وتدفع ثمن نزواته.

فمنذ أن ركب موجة الحلف وهو يتصرف وكأن المحافظة إرث شخصي يوزعه كيفما يشاء بين الموالين والمقربين متناسياً أن حضرموت أكبر من أي اسم وأعظم من أي لقب بن حبريش جعل من الوهم سلماً يصعد به إلى قمة لا وجود لها سوى في خياله فالوطنية عنده شعارات يرفعها وقت الحاجة والقبيلة ورقة يلوّح بها كلما شعر أن نفوذه يتراجع والحق عنده ما يخدم مصالحه لا ما يخدم الناس الذين صدّقوه يوماً واعتقدوا أن صوته صادق وأن نواياه نقية لكنهم اليوم يدركون أن كل تلك الخطب الرنانة كانت مجرد ستار يخفي خلفه أطماعاً لا تنتهي في السلطة والمال والنفوذ

لقد تجاوز بن حبريش حدود الطموح المشروع وتحول إلى حالة من الغرور السياسي الذي يتغذى على ضعف الآخرين يحاول أن يرسم لنفسه صورة الزعيم المخلّص بينما هو في الواقع جزء من المشكلة لا الحل فبدلاً من أن يكون صمام أمان لحضرموت صار أحد أسباب الانقسام والتوتر بين أبنائها يوزع الولاءات ويخلق الصراعات ويزرع الفتن بين القبائل ليضمن بقاءه في الواجهة حتى لو احترقت الأرض من تحته

حضرموت التي كانت تنظر إليه يوماً كأحد رموزها باتت اليوم ترى فيه عبئاً ثقيلاً على حاضرها ومستقبلها لأن جموحه لم يعد يحمل أي أفق ووعيه توقف عند حدود مصلحته الشخصية فلا يسمع سوى صوته ولا يرى سوى صورته في المرايا التي صنعها لنفسه حوله مجموعة من المصفقين والمنتفعين الذين يزينون له الوهم ويقنعونه أن كل خطوة يخطوها هي نصر بينما الواقع يثبت أنه يسير في طريق الانعزال والسقوط

أبناء حضرموت الذين يئنون تحت أزمات المعيشة وانقطاع الخدمات وغياب التنمية لا يعنيهم استعراض القوة ولا بيانات الحلف التي لا تشبع جائعاً ولا تداوي مريضاً بل تزيدهم خيبة وإحباطاً كلما رأوا كيف تُستغل قضيتهم لتلميع زعيمٍ متعبٍ من ذاته يبحث عن سلطة حتى ولو على ركام مدينته كل وعوده تذوب مع أول اختبار حقيقي وكل خطاباته لا تصمد أمام حقائق الأرض التي تؤكد أن حضرموت تحتاج إلى رجال صادقين لا إلى متسلّقين يبيعونها في كل صفقة ويزايدون باسمها في كل منبر

إن جموح بن حبريش لم يعد طموح قيادة بل جنون سلطة وسكر نفوذ لا يرى فيه إلا نفسه ولا يسمع إلا صدى صوته بينما حضرموت تتألم وتنتظر من يضع حداً لهذا العبث ويعيد لها كرامتها ومكانتها بعد أن اختطفها من يدّعي تمثيلها ويستخدمها وقوداً في معارك لا تخدم إلا مصالحه الشخصية فالوهم مهما تجمّل يبقى وهماً والواقع مهما حاولوا طمسه يبقى الحقيقة التي ستسطع مهما طال ليل الزيف