اليمن.. حرب بلا منتصر وأزمة بلا نهاية

*حرب استنزاف بلا أفق

يدخل اليمن عامه الحادي عشر من الحرب غارقًا في صراعٍ لا نهاية له، تتنازع فيه القوى المحلية والإقليمية والدولية على النفوذ، فيما يدفع الشعب الثمن الأكبر. فالحكومة المعترف بها دوليًا عاجزة عن توحيد صفوفها واستعادة مؤسساتها، وسلطة الحوثيين في صنعاء غير قادرة على إدارة مناطقها بحدٍّ أدنى من الاستقرار.

يشير خبراء إلى أن البلاد وصلت إلى حالة من الجمود الكامل؛ لا طرف قادر على الحسم ولا آخر مستعد للتنازل، بينما فشل الدعم الإقليمي والدولي في تغيير موازين القوى. ويرى خلدون بكاهيل أن غياب سياسة أميركية واضحة عمّق الأزمة، وترك فراغًا استغلته الصين وروسيا لتعزيز نفوذهما في البحر الأحمر والخليج العربي.

تحولت الحرب إلى مأساة إنسانية كبرى يعيش فيها أكثر من ثلثي السكان تحت خط الفقر، وتعتمد الغالبية على المساعدات المتقطعة وسط انهيار الخدمات وتدهور الاقتصاد وانتشار الأوبئة.

ويرى المراقبون أن لا مخرج من هذا النفق إلا بتسوية شاملة تضم جميع القوى اليمنية دون استثناء، وتؤسس لنظام حكم لا مركزي يحقق شراكة في السلطة والثروة. فالسلام لن يُفرض من الخارج، بل يحتاج إلى إرادة داخلية ورعاية إقليمية متوازنة.

اليمن اليوم أمام خيارين: إما مسار سلام يعيد بناء الدولة على أسس عادلة، أو استمرار حربٍ بلا نهاية تمزق ما تبقى من الوطن.

*- محرر "شبوة برس" عن صحيفة العرب