*- شبوة برس – علي محمد السليماني
يظل المشهد في اليمن وفي مصير الجنوب بيد (على الورق) حالياً اللغز المحير في قواعد الاشتباك الراهنة.. هذه اللعبة القائمة على أسس (لعبة الأمم) التي تحدث عنها في كتابه ضابط المخابرات الأمريكية مايلز كوبلاند خلال ستينات القرن الماضي.. ويجد المراقب المتابع لتطورات المشهد أن مسرح الأحداث يدور حول تلك (اللعبة) التي عصفت بالمنطقة منذ خمسينات القرن الماضي ومازالت تلقى بسحبها الداكنة في المشهدين اليمني والجنوب عربي..
وبنظرة فاحصة على المشهد الراهن نجد الحوثيين - جماعة الشباب المؤمن - حالياً أنصار الله تم تأسيسها بعد هزيمة المشروع الصدامي في الكويت مباشرة عام 1991 وهي مجموعة شيعية متخليّة عن (تقية) المذهب الشيعي الزيدي بهدف تأسيس عامل ضغط على السعودية ودول الخليج لمنعهم من القيام بأية ردة فعل تجاه نظام صالح عقاباً له على دخوله في مؤامرة صدام التي كانت تستهدف كل دول الخليج والسعودية وليس الكويت فحسب..
كما أسس في نفس الوقت حزب التجمع اليمني للإصلاح كحزب خليط من جماعات الإخوان وجماعات المتحولين من الزيدية إلى السنة والسلفية وجماعات الأفغان وبعض شيوخ القبائل للتلويح لدول الجوار بما يمكنهم الأخذ به وبما يناسبهم من المنتج الواحد المختلف لونه..
ويتبلور في المشهد الجناح العلماني بنسخة سنية وأتباعها بحظر عليهم حتى مجرد التفكير في منصب الرئاسة وقبلها الإمامة على مدى ألف ومائة عام حتى تم اختراقها بالجنوبي عبد ربه منصور هادي عام 2012 لأول مرة من أجل ديمومة احتلالهم الجنوب ثم خلفاً له الشافعي التعزي اللواء رشاد العليمي الذي كان دوره ترتيب ضيافة كبار ضيوف الرئاسة والسهر على راحتهم..
أن كل تلك الأدوات على المسرح السياسي في اليمن ليست غير أدوات تنفيذية وليست صانعة قرارات ومهمتها إرهاق العدو واللعب معه من مربع (أنا أكسب والآخر ضروري يخسر) وهذا الآخر حالياً هو شعب الجنوب العربي ورئيسه المفوض اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي.. أو قل السعودية والإمارات..
وعلى هذا الأساس لن يتحقق سلام وأمن واستقرار في اليمن وفي المنطقة إلا باستعادة التوازن الجيوسياسي في المنطقة المختل منذ عام 1990 والعودة إلى حالة الدولتين المستقلتين بنظامي حكم رشيدين وهذا لن يتم إلا بالقوة العسكرية فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
الباحث/ علي محمد السليماني