هائل سعيد سيطر على الدولة من خلال تبادل منافع مع المسئولين

2025-08-05 13:56

 

عند الحديث عن مجموعة هائل سعيد أنعم، لا بد أن نستحضر سياقًا طويلًا من التسهيلات والامتيازات التي حصلت عليها خلال فترات الحكم السابقة، في إطار تبادل واضح للمصالح والمنافع. هذه العلاقة مكّنت المجموعة من التغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع، ومن ثمّ الاستحواذ على قطاعات اقتصادية كاملة. لذا، عندما تطرح هذه المجموعة وجهة نظرها، فهي تصدر عن عقلية تاجر محترف، يعرف كيف يناور داخل شبكة المصالح، ويُحسن استثمار علاقاته مع الدولة العميقة.

 

لكن في المقابل، فإن السلطات في المحافظات الجنوبية، خاصة بعد 2015، تتحمل مسؤولية تاريخية في ضبط العلاقة مع هذه الكيانات الاقتصادية الكبرى. المطلوب ليس الدخول في صراع معها، بل تنظيم العلاقة وفق أسس اقتصادية واضحة، تراعي أولاً وأخيرًا مصلحة الجنوب، وتحول دون خلق لوبيات فاسدة جديدة تسعى لاحتكار السوق بعقلية إقصائية متخلفة.

 

للأسف، ما حدث بعد 2015 لا يعكس أي توجه نحو بناء اقتصاد حقيقي. فقد أتيحت فرصة لتأسيس بديل اقتصادي جنوبي، لكن معظم رؤوس الأموال المحلية اتجهت نحو الاستثمار العقاري والمولات، بدلاً من دعم القطاعات الإنتاجية الحيوية المرتبطة بحياة المواطن. كما أن غياب التخطيط والرؤية من قبل السلطة المحلية في عدن، حول هذه الفوضى الاستثمارية إلى مصدر للابتزاز وتحصيل الأموال دون مردود حقيقي على الأرض.

 

كان بالإمكان، وبجهد مشترك بين السلطة والمستثمرين، تأسيس شركات مساهمة جنوبية تُدار بكفاءة وتستهدف السوق الاستهلاكية الأساسية – كالسلع الغذائية – وتسهم في الحد من تغوّل الشركات التقليدية الكبرى.

 

ما نزال حتى اليوم نعاني من غياب الرؤية، ومن تحكم المصلحة الشخصية والمناطقية في مسار القرار الاقتصادي، وسط عشوائية وهمجية لا تعكس أي نضج أو تعلم من دروس الماضي.

 

#ياسر_اليافعي