أكثرنا من الحديث عن مناطقنا ،وقبائلنا اكثر من حديثنا، عن وطن فرطنا فيه ،ستقرأ اليوم وتسمع من يتحدث عن مظلومية هذه المنطقة أو تلك بل وبلغ الشطط بالبعض أن يطالب باستقلال محافظات،بمعزل عن وطن يرزح تحت وطأة احتلال خطير يزعم اصحابه أنه جزء من بلدهم ،وكنا قد اعترفنا لهم او الأحرى اعترف لهم نظام تحكم بمصير وطننا ،بأحقيتهم فيه عندما راح طيلة ربع قرن ويزيد يتحدث عما اسماه الوحدة اليمنية،وجعلها قضيته الاولى.
وبعد أن تصارعت الثيران الهائجة ،واستدرجتنا معها في جنونها ،حتى صرنا مناطق وقبائل متعادية نكيد لبعضنا ،كما فعلوا هم بنا وببعضهم بعضا. سلم بلدنا من تبقى منهم وهو واحد شخص -بحسب عربية الهنود المكسرة -كان حريا به قبل أن يذهب إلى وحدة مع شعب آخر أن يوحد ابناء بلده التي مزقتهم سياسات حزبه.
فاستغل الطامعون في بلدنا تفرقنا ،وعملوا على تعميقه.وعلى مزيد من إثارة الفرقة بين ابناء الشعب الذي كان ضحية تآمرهم عليه ،منذ ان اندسوا في قواه السياسية ،بله في قيادة نظامه السياسي.
وبعد أن افاق الجنوبيون من صدمة مايسمى بالوحدة ،وحدتهم المصيبة التي المت بهم جميعاً ،لكن المحتل اليمني ادرك كيف،يثير تفرقهم مجددًا ،مستغلا أخطاء وقعت فيها القيادة الجنوبية التي تتحكم بتصرفاتها وممارساتها السياسية العواطف السلبية والايجابية! فاتبع سياسة ضرب الجنوبي بالجنوبي كما حصل في حرب عام ١٩٩٤م ،عندما استغل الزمرة ضد الطغمة !وكانت الطغمة بقيادة البيض قد سلمته الجنوب ،وهو ممزق بين طغمة وبين زمرة ،فطرد عفاش وقبيله الطغمة مستعينا بالزمرة ،وبعد عشرين عاما طرد الطغمة !
وكما حكم على رأس الطغمة بالاعدام ،حكم أيضاً على رأس الزمرة بنفس الحكم!! وهي التي مكنته من احتلال الجنوب.
اليوم الجنوب في خطر ماحق! وبيد ابنائه انقاذه أو تركه لمصيره المأساوي الذي لن تقوم لهم قائمة إذا لم يتنادى ويتحد ابناء الحنوب بمختلف انتماءاتهم المناطقية من اجل استعادة وظنهم على حدوده المعترف بها دوليا قبل ٢٢مايو عام ١٩٩٠م.
لنؤجل الحديث عن هذه المنطقة أو تلك ،لنتحدمن اجل استقلال وطن لم تعرف قدره قيادة مهلوسة فيما مضى ،ففرطت فيه بسهولة ،ولن يفرط فيه الطامعون مثلها إلا بالقوة وقوة الاوطان تكمن في وحدة شعوبها!
والقيادة السياسية الجنوبية -المجلس الانتقالي الجنوبي- معنية ،بلم شمل الجنوبيين وجمع كلمتهم على هدف تحرير بلدهم.بانتهاج سياسة وطنية تضع الجميع على مسافة واحدة منها ،وتعمل على تصحيح أخطاء سابقة أضرت بالوحدة الوطنية الجنوبية.