لم تكن جامعة الإيمان التي أسسها القيادي الإخواني عبدالمجيد الزنداني في #صنعاء اليمنية مجرد صرح تعليمي كما ادّعى مؤسسوها، بل كانت واحدة من أخطر الحواضن الفكرية التي خرجت عشرات المتطرفين ممن تورطوا في سفك دماء الأبرياء، خصوصاً في الجنوب.
هذه الجامعة، التي تسترت بغطاء العلم الشرعي، كانت في الحقيقة معسكراً لتعبئة العقول بالكراهية وتجنيد الشباب تحت عباءة الجهاد الزائف، حيث أن كثيرً من خريجيها شاركوا في معارك ضد الجنوبيين، وكانوا وقوداً للقتال في حرب 1994، مستندين إلى فتاوى تكفيرية صادرة من ذات المنابر التي درّستهم.
في كل مرحلة صراع، كان لأتباع جامعة الإيمان حضورٌ إرهابي لافت، بدءً من جلب أفغان العرب إلى الجنوب، وصولاً إلى زرع خلايا إرهابية نائمة في العاصمة عدن ولحج وأبين. فهذه الجامعة لم تُخرج علماء، بل خرجت مقاتلين متطرفين يحملون عقيدة العداء لكل من يخالف مشروع الإخوان.
إن جامعة الإيمان ليست مؤسسة تعليمية، بل مشروع تدميري نخر جسد البلاد وساهم في تعميق جراح الجنوب.