"عدن التي أحببتُها" بلا نازحين.!

2025-06-22 19:08

 

عدن، العروس الفاتنة التي أحببتها، ولطالما كتبت في حبها وعن عشقي الجنوني لها، رأيتها خلال الأيام العشرة الماضية أكثر جمالاً وعفة وهدوءاً، كما لم أرَ مفاتنها العظيمة هذه من قبل.

 

عدن التي أعرفها، شاهدتها في أسبوع ونيف تتنفس الصعداء، فَرِحة مبتسمة، بلا نازحين ولا متسولين من ذوي العاهات، بلا أطفال شوارع، ولا نساء يفترشن أرصفة الجولات، ولا مجانين أو مشردين عراة.

 

شعرت بهدوئها الآسر وهي تتجمل طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، بلا زحام الباصات، ولا ضجيج دراجات "الموتورات" الفوضوية، ولا عشوائية بسطات الباعة المفرشين المفترشين شوارعها وحواريها وممرات المشاة.

 

10 أيام فقط في عدن، اختفت منها عربات الحمير، وحاملو شوالات جمع الخردة والعلب المعدنية والقناني الفارغة، الذين كانوا يجوبون بشوالاتهم حواريها وأزقتها وجلاليها، ويتناوبون المرور أمام بوابات منازلها الآمنة، صباحاً ومساءً، دون حسيب أو رقيب..!

 

10 أيام، قلّ توجس عدن، واستبدلت هاجس الخوف أمناً، هدأت واطمأنت واستقر أمنها وسكينة أهلها، فلا جرائم ولا سرقات ولا حوادث ولا مضايقات.

 

10 أيام كانت كفيلة بأن تعيدني عقوداً أربعة للوراء، وتأخذني إلى ذكريات الزمن الجميل، التي كانت فيها عدن جوهرة، أهلها وناسها ومحبيها وكل من زارها وأخلص لها، بلا فوضى ولا احقاد ولا عبث ولا عابثين ولا ولا ولا... والله المستعان..!