قراءة في مطالبة بن حبريش بالحكم الذاتي لحضرموت

مساوئ الحكم المركزي والتبعية لا تعد ولا تحصى، ولنا تجربة مريرة معها استمرت اكثر من 50 عام منذ 1967م وحتى اليوم.

الحكم الذاتي حق من حقوق اي محافظة ومطلب مشروع لمواطنيها خاصة وان الاستحواذ وحب السيطرة موجود. 

لكن كيف هو الحكم الذاتي المطلوب؟ وماهي مزاياه ومنافعه للمواطن في كل محافظة؟

- الهدف من الحصول على الحكم الذاتي هو الإستقلال عن حاكمية المركز والحصول على نسبة عادلة من ثروة المحافظة وأن يكون مسؤوليها من أبنائها. 

 مطالبة بن حبريش بالحكم الذاتي لحضرموت لم تكن من بنات فكره ولا نتاج وعيه السياسي فهو شيخ قبلي وأحد مقادمة قبائل لحموم  ورئيس حلف قبائل حضرموت، انما كما يقول خصومه ان هذا التحرك لبن حبريش هدفه سياسي مدعوم من جهة خارجية. 

نحن لا نقلل من ثقل عمرو بن حبريش فهو من عائلة معروفة وسليل اسرة لها منزلتها الكبيرة في قبيلتها، انما نتحدث عن المنحى السياسي الذي اتخذه بن حبريش وقيادة حلف قبائل حضرموت من (الجنوب). 

الواضح ان النزعة الانفصالية لبعض قيادات حضرموت هو نتيجة لتصرفات ملموسة ليست في حضرموت فقط بل في شبوة ايضا..! وهو التهميش والإقصاء لأبناء المحافظة واستبدالهم بغيرهم من محافظات أخرى! وقد نبهنا عن هذا من قبل وقلنا ان الاقصاء والتهميش لأبناء المحافظات خطير وخاصة ان لدينا تركة من تاريخ مشوه أيام حكم الاشتراكي لانريد تكراره.

تحرك بن حبريش جاء بدافع خارجي ليس بالضرورة ان يكون معادي للجنوب واستعادة استقلاله، انما قد يكون لضرب الحاضنة الشعبية للمجلس الإنتقالي الجنوبي وتقويض قاعدته الشعبية في حضرموت، الأمر الذي جعل الإنتقالي يرد على هذا التحرك (بمليونية) المكلا.

كمواطنين لا نريد ان نرى انقسام في الجبهة الداخلية الجنوبية ولا نريد ان تتدخل الأيادي الخارجية لتقسيمنا.. لكن على قيادة الإنتقالي ان تعيد ضبط الإعدادات وتمكين أبناء المحافظات الجنوبية من إدارة محافظاتهم إداريا وعسكريا ضمن الجنوب، وان تبتعد عن فرض قيادات سوا كانت مدنية او عسكرية لتفويت الفرصة على المتربصين من اعداء استعادة استقلال الجنوب على حدوده المعروفه منذ 1967 م.