الكرامة تبدأ عند تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل

2025-07-26 15:56

 

قال تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).

الله سبحانه وتعالى كرم بني آدم كما ذكر في الآية السابقة ، وميزه عن سائر مخلوقاته ولولا كرامة الله عز وجل للإنسان لكان مثل بقية الحيوانات.

كرامة الإنسان اغلاء ما يملك في حياته ، وصيانتها بيده والدفاع عنها واجب ديني ودنيوي .. فإن رضي بالذل والعيش بدون كرامة خرج من دائرة الآدمية وأصبح حيوان ناطق.

- نحن والأجانب

اشتهر العربي بالكرم والترحيب بالضيف وهذه ميزة عربية أصيلة لا يشاركه فيها غيره من الأمم.. لكن ما نستغربه أن كبار الأجانب (رؤسائهم) عندما يأتون الينا نرحب بهم ونستقبلهم في المطارات ونصف لهم حرس الشرف ونفرش السجادة " الحمراء "!! ونعزف سلامهم الوطني ونسقيهم القهوة العربية ونسكنهم في أفخم القصور على حساب الدولة المضيفة ! وغير ذلك من ترف الإستقبال.

بالمقابل عندما يذهب إليهم أحد كبرائنا (ملك أو رئيس) يستقبله في المطار شخص من المراسيم ويذهب به في سيارة سوداء إلى صالة الضيوف وبعدها يأخذه سفير بلاده إلى السفارة أو غرفة في فندق 5 نجوم على حساب السفارة!  وينتظر موعد مقابلة كبير الفرنجه (الرئيس) !!!! .

هذا بالضبط ما يحصل لملوكنا ورؤسائنا في بلاد الإفرنج ..

لماذا لا نعاملهم بالمثل ؟ 

بل لماذا ندوس على كرامتنا ونعطيهم أكثر مما يستحقون ؟

لو نظر حكام العرب إلى رؤسائهم أو قرأوا تاريخهم وكيف كانوا قبل أن ينتخبهم الشارع لما اعطوهم إلا ما يستحقون ! وعاملوهم بالمثل تماماً وذلك أضعف الإيمان.

أن كرامة الإنسان ليس لها ثمن فلماذا تذلها لشخص انت افضل منه أو على الأقل مثله؟ 

- هل يفعلها حكام العرب؟

إن الكرامة تصان عند تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل فمن احترمنا نحترمه ومن قدرنا نرد له جميله لكن ليس على حساب كرامة أمتنا وشعوبها .

فهل يفعلها زعماء العرب ويتعاملون معهم بالمثل؟

رؤساء فرنسا كنا نشاهدهم عندما يستقبلون ملك أو رئيس عربي يقفون على أعلى درجات السلم ويمدون أيديهم للحاكم العربي وهو على درجة السلم اسفل منهم !!! ليست هذه الحركة اعتيادية أو عرضية بل إنها مقصودة ولها مغزى واضح ، أنهم الأعلى والعرب الأسفل.

في الدول الشرقية سابقاً مثل الإتحاد السوفيتي والصين كانوا يستقبلون ضيوفهم في المطار عند سلم الطائرة ويصحبونه إلى دار الضيافة ويمنحوه مقر إقامة مدة زيارته للبلد ضيف رسمي للدولة .

عند زيارة حكام العرب إلى أمريكا التي يحرسون مصالحها في منطقتهم ويقيمون معها افضل العلاقات يشترون أسلحتها ويستوردون بضائعها ويعفونها أو بعضها من الجمارك ! لا يكلف نفسه رئيسها باستقبال ضيفه الكبير على مدخل البيت الأبيض "مثلا" أو في بوابة القصر !! بل في المكتب البيضاوي ويقف (نصف وقفه) أي أنه لايقف وقفه كاملة بل يمد يده منحنيا ليس تواضعاً بل تكبرا لأنه يرى أن ضيفه لا يستحق أن يستقبله واقفا على قدميه ! هكذا يتعاملون مع حكامنا خاصة الكبار منهم .. أما الصغار شأنهم أقل.

 هل يستطيع حاكم عربي معاملة ترمب بالمثل؟

نسأل فقط .