ما يمارس على الجنوب أقذر انواع الحروب

2025-08-22 09:26

 

في التاريخ العسكري يمكن أن تجد أنواعا كثيرة من الحروب: الحرب التقليدية ،الكيماوية ،النووية ،البيولوجية ،حرب الناقلات النفطية وحرب العبوات الناسفة...الخ.

لكن الحرب التي نحن بصدد تناولها هنا بعجالة، هي أقذر أنواع الحروب، لأنها موجهة ضد عامة الناس الأبرياء ألا وهي حرب الخدمات العامة وبشكل عام  الحرب التي تستهدف معيشة وحياة الناس.

استخدمت هذه الحرب ضد الجنوب لأول مرة أثناء حرب ١٩٩٤م.

 تم استهداف محطات المياه والكهرباء والمصافي بل وحتى محطات البترول في أحياء عدن...وقد نجوت شخصيا بلطف الله أثناء مروري بجانب محطة التي استهدفت حينها بعدد من قذائف المدفعية المعادية.

ومن حينها ظلت عدن تعاني من ويلات هذه الحرب وإن بشكل تدريجي لكنه تصاعدي.

حيث جرى تدمير البنية التحتية مقابل توسع عشوائي في البناء المعماري دون أن يرافقه أي تجديد للبنية التحتية أو حتى الحفاظ على المشاريع التي كانت أساسا قائمة قبل هذه الحرب.

وقد كشفت الامطار الغزيرة غير المعتادة حجم المخاطر التي يتعرض لها سكان عدن جراء التدمير والعبث والعشوائيات والهمجية. 

لم يعرف الناس في عدن مايسمى ب"الوايتات" أي صهاريج المياه وحفر "بيارات" للبيوت بدلا من شبكة الصرف الصحي وانتشار أصوات المواطير...إلا بعد حرب ١٩٩٤م.

وهكذا تآكلت وتضاءلت خدمة الكهرباء والمياه في عدن لتصبح ساعات قليلة وتمسي احياء عدن في ظلام دامس تطبيقا لشعار "سنرجع عدن قرية".

أما حرب الخدمات المرافقة لحرب ٢٠١٥م فكانت الأشد ضراوة وقذارة...إذ ترافقت هذه الحرب مع قطع المرتبات وارتفاع الاسعار وإنهيار العملة المحلية وإغراق عدن وحضرموت على وجه الخصوص ب"النازحين" من الشمال ومن القرن الأفريقي...الخ.

أسوأ ما في هذه الحرب أن الحكومات الشرعية بدلا أن  تعمل على التخفيف من وطئة هذه الحرب زادت الطين بله بفسادها وعبثها وفشلها وخبثها. 

وأسوا من كل ذلك المحاولات المتكررة لمقايضة هذه الخدمات الضرورية والطبيعية مقابل التنازل عن أهداف وطنية وقيمية وانسانية.

لذلك ينبغي على كل جنوبي وفي المقدمة الانتقالي والنخب والقيادات بذل أقصى الجهود لدعم عمليات الإصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد والفوضى، جنبا إلى جنب مع الاستعداد القتالي والسياسي والنفسي الكامل  لمواجهة كافة التحديات والاحتمالات والتهديدات التي تستهدف وطننا وشعبنا.