تتأرجح العلاقة بين اليمن والجنوب العربي عبر تاريخ طويل من الصراعات، تخللته فترات هدوء هشة، طويلة أحيانًا وقصيرة أحيانًا أخرى.
حروب ليست مجرد فصول عابرة؛ إنها جروح مفتوحة تتغذى على أسباب لم تُعالج، قريبة كانت أم بعيدة. يرى كثيرون اليوم أن نهاية هذه الصراعات ليست وشيكة، بل تبدو كأفق بعيد المنال، محاط بالغموض، كما لو أن الحرب نفسها أصبحت جوهرًا متأصلًا بلا بداية واضحة ولا نهاية منظورة.
ما يزيد الطين بلة هو ارتباط هذه الحروب بالصراعات الإقليمية، التي تشبه نهرًا بلا منبع محدد، يتدفق عبر الزمن دون أن يُظهر بوادر التوقف. فلا أحد يستطيع أن يجزم ببداية هذه الصراعات، ولا بإمكانية إنهائها. والأدهى أن حروب اليمن والجنوب لا تبدو كأنها تمهد لشيء سوى المزيد من الحرب. الاقتصاد ينهار، التعليم يتلاشى، الصحة تتدهور، والبشر يدفعون ثمنًا باهظًا بحياتهم واستقرارهم.