إرث النضال والصمود.. الحقيقة التي لا تُطمس..؛!
في خضم الصراعات الاستعمارية التي اجتاحت الوطن العربي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، برزت شخصيات وطنية عظيمة حملت لواء المقاومة، وأصبحت رموزاً خالدة في ذاكرة الشعوب لقد كانت تلك الحقبة مليئة بالتحولات الجذرية، مع تمدد النفوذ البريطاني في المنطقة، الأمر الذي أثار حفيظة الشعوب العربية الساعية للحفاظ على هويتها واستقلالها.
وفي هذا السياق، لعب السلطان علي عبد الكريم دوراً محورياً في قيادة المقاومة ضد الاحتلال، مجسدا روح الصمود والكفاح الوطني ورغم أن حركته لم تُكلَّل بالنجاح الكامل في تحقيق الاستقلال التام، إلا أن إرثه النضالي ظل متجذرا في وجدان الشعب الجنوبي، حيث شكَّل مصدر إلهام للعديد من الحركات الوطنية التي جاءت بعده، وأسهم في ترسيخ الوعي الوطني وتعزيز الشعور بالانتماء إن سيرته تمثل درسًا خالداً في التحدي والإصرار، وتذكيرا بأهمية الحفاظ على الهوية والثوابت الوطنية في وجه كل المؤامرات والتحديات.
السلاطين.. بين الإنصاف والتاريخ
لقد كان للسلاطين دور كبير في مقاومة الاستعمار والدفاع عن مصالح الوطن، ولا يمكن إنكار التضحيات التي قدموها في سبيل ذلك إن الحديث عن تلك الحقبة لا ينبغي أن يكون انتقائيا، فمن المجحف أن يُنظر إلى السلاطين وكأنهم كانوا خونة ومتآمرين، بينما الحقيقة أن بعض من أتوا بعدهم لم يكونوا على مستوى المسؤولية، بل تسببوا بسياسات متهورة وأخطاء كارثية أدخلت الجنوب في دوامة من الأزمات، وأدارت المشهد السياسي بعقلية لا ترقى إلى مستوى التحديات.
نحن لا نطالب سوى بالإنصاف، فلا يجوز الاستخفاف بعقولنا أو طمس الحقائق وكأننا لم نكن شهودا على التاريخ لقد خرج الاستعمار البريطاني، لكن الاستعمار الذي جاء بعده كان أكثر فتكًا، فدمر عدن والجنوب، وما زالت آثار سياساته الكارثية تُثقل كاهل الوطن حتى يومنا هذا، إن قراءة التاريخ بإنصاف تعني الاعتراف بدور كل من ناضل وضحى، بعيداً عن الأحكام الجاهزة والتفسيرات المشوهة فالوطنية ليست شعارات، بل مواقف يسجلها التاريخ بحروف من نور...!!
✍️ ناصر العبيدي