لن يهزم شعب قرر أن ينتصر.!

2025-07-01 07:28

 

في هذات الواقع المرير، حين نقلب صفحات التاريخ، ونسأل أنفسنا، 

أين الجبابرة؟ أين الطغاة؟

أين فرعون؟ النمرود؟ تشاوشيسكو؟ فرانكو؟

أولئك الذين سفكوا الدماء، واستعبدوا الشعوب، وسرقوا الأوطان…

الجواب واحد:

اندثروا جميعاً، مهما طال بطشهم، واشتد ظلمهم، فمصيرهم كان دائماً السقوط والمحو من ذاكرة المجد، فالتاريخ لا يرحم، والشعوب حين تمتلك إرادة حقيقية، وصوتاً حراً خالصاً لوطنها، لا لعصبياتها أو ولاءاتها، تنتصر...مهما كان الثمن.

 

نعم، الشعوب توحّدها المعاناة وتصقلها الأزمات، فإذا نهضت، صنعت المعجزات، وما الثورة الفرنسية إلا مثال خالد على أمة خرجت من تحت الأنقاض، لتغير وجه القارة بأسرها، لقد ولى زمن القمع، واندثر عهد كتم الأنفاس، ولا بقاء إلا للحرية والعدالة وكرامة الإنسان.

 

أما شرعية الاحتلال، فلم تترك خلفها سوى أوجاع متراكمة، وظلمٍ ممنهج، وقهر لا يطاق، فشلتم فشلاً ذريعاً، ولم يعد للصمت معنى، ولا لرهاناتكم الكاذبة أي وزن أو اعتبار.

 

اليوم شعب الجنوب،يرفض جرائم الإرهاب، ويرفض تجويعه، ويرفض إذلاله، ولا مبرر مهما كان،ولا صوت بعد اليوم للمطبلين، ولا مكان للمنافقين، ولا قيمة لأقلام مأجورة باعت ضميرها بثمن بخس.

 

وختام القول، يكفينا هذه الآية الكريمة التي تلخص المشهد:

 

قل هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ۝ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾

[الكهف: 103–104]

 

سيبقى الجنوب، كما عهدناه، حراً ، أبياً شامخاً لا ينكسر.

 

✍️ ناصر العبيدي