الحكومة الشرعية " العدو الأكبر للجنوبيين" التي زُعِم أنها جاءت من ساحات الاعتصام والتغيير لمحاربة الفساد والاستبداد وتحسين الخدمات، لم تكن سوى نسخة أكثر سوءًا مما سبقها لقد استُبدل فاسدٌ واحد بألف فاسد، وأصبح الفساد منهجًا مشرعنًا تحت غطاء القوانين، وكل ذلك يجري على مرأى ومسمع الجميع، وبدعم وتواطؤ إقليمي، في مقدّمته التحالف العربي، الذي أدار ظهره لشعب الجنوب واتخذ معالجات اقتصادية خاطئة، فاقمت الأزمة المعيشية، وأوصلت المواطنين إلى الاعتماد على المساعدات الغذائية في وضعٍ مخزٍ وخطير.
الشعب الجنوبي، الذي يُعاني الفقر والجوع منذ أكثر من عقد، لن يُخذل، ولن تُغلق أبواب العدالة في وجهه انتقامه قادم ممّن نهبوا مقدّراته واستنزفوا خيراته،من قبل الحكومة الشرعية ومعها الحكومات المتعاقبة التي تولّت السلطة بعد ثورة الشباب، لن تُمحى قبحها من ذاكرة التاريخ، فقد تجسّدت فيها كل معاني الفساد والانحطاط السياسي والإداري.
حكومةٌ غارقةٌ في الفساد حتى النخاع، وزاراتها مرتعٌ للنهب والمحسوبية والعنصرية وصلت الأمور إلى بيع الثروات النفطية الجنوبية لمستثمرين فاسدين، وخلق بيئة طاردة لأي استثمار حقيقي يمكن أن يُعيد للجنوب شيئًا من عافيتها.
أما التعليم، فقد تم تحويله إلى سلعةٍ تُباع في المزاد العلني، حيث تُمنح البعثات والمناصب لأبناء المسؤولين والمقربين، بينما يُترك أبناء الشعب الجنوب لمصيرهم في جامعات متدهورة، ما أدى إلى تراجع مستوى التعليم وإنتاج أجيال غير مؤهلة، تمهيدًا لانهيار شامل في المستقبل.
القطاع الصحي ليس أفضل حالًا، فقد بات المرضى عاجزين عن تلقي العلاج في ظل التدهور الاقتصادي وإيقاف المستحقات وانهيار العملة المحلية، بينما فقد كثيرون وظائفهم وباتوا بلا مصدر رزق حياة المواطن الذي أصبحت أرخص من أي وقتٍ مضى، والمعاناة تجاوزت كل حدود الوصف.
نحن أمام أسوأ حكومة في تاريخ البلاد، حكومة النهب والفساد والكذب، حكومةٌ لن ينساها الشعب الجنوبي مهما حاولت طمس جرائمها، إن هذا الواقع الأليم يتطلب صحوة ضمير حقيقية من أبناء الجنوب كافة، بعيدًا عن المناطقية والعنصرية، التي كانت وما زالت السبب الرئيسي لهذا الخراب.
الجنوبيين أكثر شعب ضحا، لأجل الاستقلال ولم ينصفه أحد قتل وحصار وتجويع وتعطيل الخدمات وتفجيرات ارهابية على مدار ثلاثين عام...!
السؤال الذي يطرح نفسه ولا يحتاج إلى من يطرحه لشدة ظهوره واحتياجه للجواب...!
ماذا يكشف لنا ما يحدث في الجنوب، من تجويع وتركيع، وإذلال، كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على شعب الجنوب؟
وكيف تقرؤون الموقف الدولي تجاه قضية شعب الجنوب، ومدى تفاعله مع المجلس الانتقالي ككيان مفوض لحمل هذه القضية...!!؟؟
الجنوب سيظل حراً أبياً،،
✍️ ناصر العبيدي