انهيار التحالفات يبدأ بانهيار الصداقات والثقة

2025-03-02 10:49

 

فاتني الكثير من لقاء ترامب وزلينسكي بسبب السفر ولكن أحب التأكيد على عدة أشياء في سياق هذا الحدث

 

أولا: الذي يغير العالم هو أفعال وسلوكيات الناس وليس آرائها، والحسنة الوحيدة - ربما - في ترامب أنه (بتاع شغل) مش (تنظير)

 

ثانيا: ليس بالضرورة أن التغيير الذي يحدثه ترامب للأفضل، ولكن التغيير يحدث دائما بأمثاله من الحكام

 

ثالثا: التحالف الغربي الذي تشكل ضد روسيا قبل 3 أعوام تفكك رسميا، فانهيار التحالفات يبدأ بانهيار الصداقات والثقة والتعاون، وبالتأكيد، أوروبا لم تعد ترى الولايات المتحدة صديقة ضد روسيا، أو متعاونة في ملف أوكرانيا.

 

رابعا: الأوروبيون أضعف مما نتخيل عن اتخاذ موقف موحد ضد ترامب، فالحرب الأوكرانية أشعلها بايدن وفريقه بالأساس، وهي سياسة معروفة عند الديموقراطيين بإشعال حروب الوكالة، ولولا الضعف الأوروبي ما تمكن بايدن من إشعال القارة الأوروبية بهذا الشكل، ووضعها تحت خطر التهديد بالفناء.

 

خامسا: زلينسكي برغم تفاهته وضعفه، لكن ظروف حرب أوكرانيا جعلته زعيما أوروبيا أقوى من ماكرون نفسه، فبكلمة واحدة من هذا التافه يمكنه حشد الأوربيين ضد أي دولة، فالرجل يمثل (رمزية كفاح) أوروبي ضد المستعمر الروسي، ولولا إشعال حرب أوكرانيا بهذه السهولة ما تصدر هذا التافه وصار زعيما.

 

سادسا: الغرب لا زال لا يفهم روسيا، ولا فلسفة الروس في الحروب والصراعات برغم قرون من هذه المعارك منذ عهد القياصرة، ولاختصار هذه الجزئية، فالروس في الصراعات يركزون على العيش لا الوجود.

 

بمعنى أن الروسي لا يخاف من المعارك والصراعات بالأساس، وهذا سر تعدد وكثرة الحروب في تاريخ روسيا، مع انتصارها في أغلب تلك الحروب، فالإنسان الذي لا يخاف من المعارك يدخلها دون تردد، والشعوب تتوحد إذا اختفى التردد، وتفكك بالعكس، أي إذا انتشر التردد..

 

الروس لا يترددون في الحروب، فهم دفاعا عن مصالحهم يدخلون تلك الحروب لتحسين ظروف حياتهم، والعيش بسعادة وكرامة، لكنهم لا يدخلوها دفاعا عن وجودهم، وهذا هو الفارق بين الغرب وروسيا، فالأول يخاف على وجوده من روسيا لذلك يتهور ويتخذ قرارات خاطئة، ويتردد وتحالفاته تتفكك.