ما نكتبه عن شركات هائل سعيد أنعم ليس تحاملا او حقدا عليها كما قد يعتقد البعض من المعجبين بها.. ولكن جميعنا يعلم كيف نشأت وتوسعت في محافظاتنا الجنوبية، ومن الذي منحها كل ما حصلت عليه من أراضي ومؤسسات ومرافق وشركات كانت في الأصل من ممتلكات دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، مقابل مشاركتها الفاعلة في دعم وتمويل جريمة احتلال أراضي دولة الجنوب واستباحتها عام 1994م.
فمجموعة شركات هائل سعيد أنعم ترعرعت في حضن الفساد اليمني العفاشي، حيث كانت وما زالت تمثل النموذج الحقيقي لذلك النظام القبلي الاستبدادي، بل وتعد إداته الطامعة في الاستيلاء والبسط والسيطرة على كل ما يقع بين يديها ونفوذها من حقوق سيادية لأبناء الجنوب سواء كانت ملكية عامة او خاصة.
وبحسب المصادر الرسمية فقد قدمت شركات هائل سعيد حوالي 8 مليار دولار لنظام علي عبد الله عفاش دعما مباشرا للمجهود الحربي بهدف احتلال محافظات الجنوب ونهب ممتلكاتها.
ومن هذه الحقائق وغيرها، يتوجب على ابناء شعبنا الجنوبي بذل الجهود لمواجهة هذا الاخطبوط اليمني، الذي يسعى بإمكانياته المادية والمعنوية الهائلة، من استغلال الظروف الحالية التي يمر بها شعبنا، وما يعانيه من أزمات اقتصادية واجتماعية، ومن خراب ودمار وتدهور، كان لشركات هائل سعيد انعم النصيب الأكبر فيها، والسبب المباشر وغير المباشر في حدوثها.
لذلك: نحن لا نرفض او نعادي الاستثمار والمستثمرين ابدا.. وإنما نريد استثمارا حقيقيا يقوم على ضوابط وإجراءات قانونية عادلة ومشروعة، ولا يقوم على استثمار بناء المساكن والمجمعات السكنية لتوطين النازحين اليمنيين، وتحويلهم إلى قنابل ديموغرافية مؤقتة، تتخذ من محافظات الجنوب موطن جديد لها، ومصدر لتهديد الأمن والاستقرار، وبؤر للإرهاب والاختلالات الأمنية والاجتماعية.
فهل وصلت الفكرة وفهمتم الحقيقة... والله المستعان