يواصل عبدالعزيز جباري تكرار أسطوانته المشروخة، محاولًا تصوير أي جهد لمعالجة معاناة أبناء الجنوب على أنه جزء من "مخطط انفصالي"، متجاهلًا الواقع البائس الذي صنعته سلطتهم في الشمال.
الحديث عن "تقسيم اليمن" أصبح ورقة محروقة، لأن الواقع يقول إن الجنوب لم يكن يومًا جزءًا من اليمن إلا بفعل وحدة فُرضت بالقوة، وانتهت منذ 1994 باجتياح دموي.
إعادة بناء الجنوب اليوم ليس "تعزيزًا للانفصال"، بل تصحيح لمسار التاريخ واستعادة لحق شعب تم التنكر لإرادته لعقود.
جباري، الذي يدّعي الحرص على وحدة مصطنعة، أين كان عندما كانت صنعاء تتهاوى تحت سيطرة الميليشيات الحوثية؟ وأين كانت غيرته على الوحدة حينما كان الجنوب يُجتاح بالحروب وينهب لثلاثة عقود؟
الشعب الجنوبي لن ينتظر إذنًا من جباري ولا من غيره ليعيش بكرامة. ما يسميه "تمكينًا للزبيدي" هو في الحقيقة استجابة لمطالب الناس بتحسين أوضاعهم، وهو ما كان يجب أن تقوم به حكومة "الشرعية" بدلًا من الاستمرار في بيع الوهم.
الجنوب يمضي بثبات نحو استعادة دولته، وليس هناك من هو أحق بقيادته إلا من ناضل لأجله، وليس من ساهم في قمعه ونهب مقدراته.