لماذا يصمت الجولاني عن الغزو الاسرائيلي

2025-02-27 06:25

 

‏السؤال الذي يطرح نفسه 

لماذا الجولاني صامت على الغزو الإسرائيلي لأراضي سوريا ؟ لماذا الإخوان والقاعدة والمليشيات التكفيرية لم تنبت بشق كلمة للاعتراض على هذا الغزو أو حتى نُصح الجولاني بالمقاومة؟

لماذا نرى ما يحدث هو اغتصاب مع استسلام في نفس الوقت ؟

 

الإجابة حكيتها لحضراتكم قديما، وبشكل مفصل، لكن لا مانع من التكرار مع الاختصار، 

 

في عرف الإخوان والقاعدة لا توجد دولة إسلامية معروفة الحدود والملامح والثقافة، لأنهم لا يؤمنون بالوطنية ويرونها شيئا مرادفا للجاهلية مثلما تشربوا هذا المعتقد من أبي الحسن الندوي والمودودي وسيد قطب..

 

يعني إيه؟

يعني الجولاني وعصاباته لا يؤمنون بسوريا التي نعرفها والعالم كله يعرفها، هذا سر اللامبالاة والصمت المخزي الذي تتعجبون من حدوثه، فالأرض ليست أرضهم ولا يشعرون برباط وجداني ووطني مثلما نشعر.

 

الدولة الإسلامية التي يؤمن بها الجولاني هي دولة الشريعة التي يقيمون فيها الدين،. وهي دولة بلا جنسية غير الدين، يعني الإسلام عندهم جنسية مش معتقد سماوي وعبادة لله، الموضوع عندهم مختلف جدا عن ما نعرفه.

 

والحدود هي كل ما تطاله أيديهم من غنائم الحرب والجهاد لنشر الدين..يعني لا حدود ثابتة، ومعرفتها خاضعة لقانون القوة والتمكين والقدرة على الجهاد.

 

أما الجنسية الإسلامية فهي تنطبق على كل أراضي العرب كمركز ونقطة انطلاق للسيطرة على العالم، وهي الفكرة التي أشار إليها حسن البنا في أدبياته وأطلق عليها ( الأستاذية)

 

أما الحدود والأرض وما إلى ذلك هي من منتجات سايكس بيكو، وهي منتج استعماري في ثقافة الجماعات لا يؤمنون به، وهذا تفسير لتولية الجولاني غير سوريين شئون الدولة، بينما السوري غير السني وغير المسلم وغير السلفي تحديدا لا يحق له الولاية ولا الوظائف العامة.

 

شبيه حضرتك لما تحتل أرض مش أرضك، لكن تعتبرها مرحلة للسيطرة على أراضي الجوار بدافع أن تلك الأراضي المجاورة أكثر أهمية وأكثر قداسة.

 

بالأصل لا يوجد رباط بينك وبين هذه الأرض التي دخلتها وتظنها المركز، وإذا هوجمت من عدو أقوى ستترك له أجزاء منها لأن لديك قناعة وأمل بتعويض ذلك من أراضي الجوار، ولأن هذه الأرض المجاورة تراها أثمن وأعلى قيمة، فلا داعي إذن للتضحية والخسارة المبكرة.

 

بس يا سيدي

 

يعني من الآخر لا تنتظر من الجولاني وعصاباته المقاومة، سوف يتم اغتصابه من الكيان الصهيوني وهو صامت، ولولا أن أجهزة المخابرات الغربية كانت تعلم هذه الطبيعة الخانعة للقاعدة ما تجرأ نتنياهو على احتلال سوريا، والسيطرة في على مساحة تقترب من التي سيطروا عليها عام 67