عندما يصبح الدين وسيلة لتحقيق المصالح السياسية الإصلاح نموذجاً
علي ناصر البخيتي
الأحزاب التي تدعي التوجه الاسلامي يفترض أن يكون الاسلام هو المحدد لتحركاتها ومنهجها ,
لكن الإخوان السلفيين " الإصلاح " وعلى العكس من ذلك يوجهون الإسلام كيفما شاءت مصالحهم ,
اليكم الدليل وعلى لسان كبيرهم الذي علمهم : ,
في المقابلة الأخيرة لمحمد اليدومي مع قناة سهيل قبل أشهر واثناء شرحة لكيفية وصولهم الى قرار النضال السلمي قال وبالحرف الواحد :
" اتخذنا قرار النضال السلمي وهذا القرار بعد أن اتخذناه أصلنا له من الناحية الشرعية " ( ومن أراد التأكد من قول اليدومي ذلك وبالحرف الواحد عليه الرجوع الى المقابلة المحملة على اليوتيوب )
والتأصيل هنا معناه البحث عن الأدلة الشرعية الداعمة لهذا القرار, وهذا المنهج الذي اعترف به اليدومي في " زلة لسانه " فيه خطورة كبيرة, فهم يتخذون القرار بناء على المعطيات على الأرض ووفقاً لمصالحهم ثم بعد ذلك يبحثون عن الأسانيد الشرعية لقرارهم ليبرروه للعامة, هذا هو دين الاصلاح أو فهمه للدين, يتخذ الموقف ثم يأتي دور التلبيس على الناس عبر البحث في الموروث الديني لما يساند ذلك الرأي وتمريره بلباس ديني, وهنا تكمن الخطورة على الدين وعلى الوطن .
الخطورة على الدين تكمن في ارباك البعض الى درجة تَشَكُكِهم في الدين نفسه بسبب ظهور تناقضات في المواقف السياسية بناء على تغير المصلحة فتنعكس تلك التناقضات على الدين نفسه لأنه تم التأصيل لتلك المواقف السياسية شرعاً ما يظهر الدين وكأنه متناقض, هذا الخلط بين الدين والسياسة هو سبب بعد الكثيرين عن الدين لأنهم لم يتمكنوا من التمييز بين الدين وبين من يستثمرونه .
وخطورة ذلك المنهج على الوطن في انه يكفر الطرف الآخر أو يبيح دمه ويجعله في مواجهة الدين لا في مواجهة مواقف سياسية يمكن الاعتذار عنها, مما يُصعب التراجع عن المواقف والاعتراف بالخطأ وهذا ما يجعل الجروح عميقة يصعب محوها, وفتوى الديلمي التي لا زال يتترس خلفها الى اليوم خير دليل على فداحة ذلك الأثر .