صدق الأستاذ عبدالباري طاهر نقيب الصحفيين السابق والكاتب المخضرم عندما قال عن خالد الرويشان أن ثقافته من صحيفة الثورة لا من الكتب، الرويشان الذي يسارع لفتح أغنية لأم كلثوم قبل وصول زائره ليقول أنه مثقف يتحدث اليوم بمنطق القتال والدم، الرويشان الذي تصنع السلمية لسنوات أخرج مسدسه اليوم وقال سأقاتل من أجل الوحدة، وزير ثقافة صالح ودوشانه السابق في المحافل المحلية والإقليمية والدولية وحامل مبخرته لسنوات وبدلاً من الرد على مضمون المبادرة بقلمه رد عليها ببندقه، وتبنى من جديد نفس الشعار الذي خاض صالح وشركائه الحرب تحت رايته في 94م، قرح العرق فيه، وخرج المقاتل الثورجي الغبي والصغير المتماهي مع الخطاب الشعبوي والشعار الذي دمرنا لعقود، وهو (الوحدة أو الموت)، وهو نفس الشعار الذي قَتل الوحدة في نفوس الكثير، وهو نفس شعار الزنداني والحزمي، عن المفسدة الكبرى والصغرى.
إذا تعذرت الوحدة فما المانع من فك الارتباط يا دوشان صالح ووزير ثقافته لسنوات؟
ولماذا ستقاتل عنها باعتبارها حُلمك؟
وماذا عن حُلم من في الجنوب؟
أم أنه لا حق لهم حتى في الحلم؟
هل تعرف أن من يقول للجنوبيين: أنتم أحرار في تقرير مصيركم؛ ولكم كل الحق في فك الارتباط أو تصحيح مسار الوحدة؛ يدفعهم للوحدة يا غبي، لأنه بذلك يجعلهم يفكرون في الوحدة بعقل ومنطق؛ ودون عاطفة أو ردة فعل متشنجة؛ ناتجه عن مثل خطابك المتعالي، وتهديدك الأجوف بأنك ستقاتل من أجل الوحدة؟...
هذا الخطاب التهديدي بفرض الوحدة بالقوة هو ما أفقد الوحدة بريقها في نفوس الكثير من الجنوبيين، طبعاً لن تدرك ذلك، لأن مثقف الجرائد لا يفهم الا عناوين البنط العريض... صدق استاذنا الكبير عبدالباري طاهر... اليوم فقط أدركت عُمق تحليله ونظرته الثاقبة لك.. فقد عدت الى أصلك (خالد الدوشان).
#علي_البخيتي