لا يمكنني أن أدين الاعتداء على أروى عثمان في 2011م من قبل ثوار الإخوان وعلي محسن وأبرر أي اعتداء على أي ناشطة اليوم من أي نوع كان من قبل أنصار الله.
لا يمكنني أن أهاجم اعتقال اللجنة الأمنية التابعة للجنة التنظيمية للثورة لبعض الشباب وسجنهم في الساحة وأبرر اعتقال بعض المتظاهرين من لجان أنصار الله حتى وان سجنوهم في أقسام الشرطة الرسمية.
لا يمكنني أن أهاجم اختطاف محمد المقالح وأسوغ لاختطاف أحمد بن مبارك بغض النظر عن المبررات.
لا يمكنني أن أنتقد تضييق حرية الصحافة واغلاق بعض الصحف أيام صالح وأبرر اقتحام واغلاق ونهب قناة سهيل على يد أنصار الله.
لا يمكنني أن أهاجم قمع المتظاهرين من قبل صالح في 2011م ومن قبل الاصلاح أمام مجلس الوزراء في 2013م والاعتداء بالضرب عليهم وأبرر لقمع المتظاهرين في 2015م على يد أنصار الله.
لا يمكنني أن أهاجم الإخوان على تعيين الفاسدين بعد وصولهم الى السلطة وأبرر تعيين فاسدين برضاء وموافقة من أنصار الله لأنه موالون لهم.
لا يمكنني أن أهاجم اعتقال وسجن الصحفي عبدالكريم الخيواني أيام صالح وأبرر لاعتقال وسجن الصحفي في صحيفة الأولى صامد السامعي.
لا يمكنني أن أهاجم استحواذ الإخوان وعلي محسن وأولاد الأحمر على الجيش والأمن تحت غطاء الهيكلة والتعيينات الجديدة وأبرر لاستحواذ أنصار الله على الجيش والأمن تحت مبرر تصفيته من الدواعش.
لا يمكن أن أهاجم تغيير الكثير من قادة ألوية وكتائب الحرس الجمهوري من الأكفاء بتهمة الولاء لأحمد علي وأبرر لنفس التغييرات في الحرس أو في أي وحدات في الجيش تحت مبرر أنهم موالون لعلي محسن دون وجود ما يدينهم بمخالفة النظام والقانون أو بتجاوز أوامر وزارة الدفاع وتنفيذ توجيهات علي محسن.
والله ثم والله أني أحرص على حركة أنصار الله أكثر من المئات من المطبلين والمنافقين والوصوليين والمسوقين والمسوغين والمبررين والطامعين في جاه أو منصب أو سلطة أو قرار تعيين الذين يورطون الحركة أكثر فأكثر ويساعدونها على استمراء منطق القوة والغلبة.
صحيح أن انتمائي السياسي –سابقاً- قيدني لساعات فقط عن ادانة بعض الأخطاء والتجاوزات، وعشت صراعاً مريراً بين طموحي السياسي وضميري الإنساني، وقالت لي نفسي الأمارة بالسوء انك قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى أهم المناصب في الدولة، وناداني ضميري قائلاً: ما الفرق بينك وبين من هاجمتهم طوال تلك السنوات؟ انت انتهازي مثلهم، وفي الأخير أنتصر ضميري وتمكنت من كبح نفسي الأمارة بالسوء وأنتصرت للقيم.
لكم هو شعور رائع بعد أن تتخذ قراراً يصالح بينك وبين ضميرك، يعيد لك الثقة في سويتك وانسانيتك، يزيل من داخلك صراعاً يكاد يفتك بك، كم هو جميل أن تنام وأنت مرتاح البال والضمير، كم هو مريح أن تستعيد حريتك في التعبير دون قيود الحزبية والسياسة.
لا يمكنني أن أكون الا علي البخيتي، بوجه واحد لا بوجهين، بمنطق واحد لا بمنطقين، بضمير واحد لا بضميرين، بلسان واحد لا بلسانين، بمكيال واحد لا بمكيالين، هكذا أنا وسأبقى، ومن لم يعجبه فالبحر أمامه ليشرب منه.