ردا على التهديد الصادر ضد مصر وقواتها المسلحة من الإخوان والقاعدة في سوريا
يجب توضيح عدة أمور:
1- مصر لا تقلق من نفوذ وقوة الإخوان لدرجة كسر الجيش أو القيام بثورة، عمليا جماعة الإخوان وكافة تشكيلات الجهاديين جرى تفكيكهم بمصر، والتواصل بين خلاياهم النائمة ضعيف أو شبه معدوم
2- الشعب المصري صاحب تجربة حكم سيئة جدا ضد الإخوان، ومن عادة الشعب حين يقرر التغيير لا ينظر إلى الوراء، بل ينعته كجزء من المشكلة، يعني المصريين شايفين الإخوان جزء من مشكلتهم وليسوا جزء من الحل..
3- خوف مصر فقط من انتقال عمليات إرهابية إليها تنفذها خلايا نائمة أو متعاطفين أو أجانب بحكم الدفعة المعنوية التي حصل عليها الإخوان بفعل سيطرتهم على سوريا، يعني الموضوع أمني وليس سياسي.
4- الشعب المصري لا يرى الجيش مجرد قوات مسلحة وطنية، بل كيان مقدس راسخ جدا في ضميره، لذلك ترى الشعب يلعن الحكومة وممكن يلعن الرئيس لكن ييجي عند الجيش ويضرب فرامل..ومشكلة الإخوان والقاعدة مع الجيش أساسا، فهو حائط الصد المدني ضد نشاطهم ومحاولاتهم.
5- الإخوان والقاعدة لا يمتلكون حواضن شعبية في مصر، والأغلبية تذكرهم بالقبح، وصار الانتماء إليهم مدعاة للسوء وليس للفخر.
6- تجربة سوريا أضعفت الإخوان أكثر من ذي قبل، وكلما طال وقتهم في حكم سوريا كلما يضعفون أكثر، فهم جماعة ماضوية تعيش في أحلام الماضي والقرون الوسطى، وغير مؤهلين للتعامل مع تحديات العالم والإقليم، فضلا عن تحديات سوريا نفسها وكيفية التعامل مع نسيجها الاجتماعي والطائفي..
يعني عمليا الإخوان بيتم كشفهم وليسوا في مرحلة تمدد مثلما يزعمون، ويمكن قياس هذه الأيام للفترة ما بين عامي 2011 - 2013 بمصر، حيث كانت الجماعة تمتلك كل شئ تقريبا ما عدا الجيش، وبقدرة قادر انقلبت الكفة وثار الشعب عليهم في كل المدن والقرى بعشرات الملايين..
7- النشوة التي يشعر بها التنظيم الإخواني والجهاديين شعروا بأكثر منها في عام 2011 لمدة سنتين، ثم انقلبت النشوة إلى كابوس..
8- عقلاء الجماعات يحذرون الإخوان والقاعدة من عدم الاعتبار بدروس مصر وتونس، والوضع على الأرض يقول أن الجماعة لم تتغير وتسير في نفس الطريق الذي ساروا عليه في مصر، واحتمالات خروج الشعب السوري عليهم تتزايد كل يوم عن سابقه، ولكن هذه المرة سيكون خروجا مسلحا دمويا، مثلما كان تمردهم مسلحا دمويا.
9- مصر دولة مؤسسات مدنية منذ 200 عام، ونمط الحياة المدني في دماء المصريين قاطبة، وفرصة قلب حياة المصريين لنظام آخر طائفي دموي عنصري ضعيفة، ولكي تنقلب المعادلة لابد من كسر الجيش المصري..وهذا صعب عليهم، فالجيش هو رمانة ميزان الدولة، وإليه تنتمي كافة المؤسسات من الإعلام للأزهر للكنيسة للنقابات للوزارات للهيئات..
10- جميع فيديوهات التهديد الصادرة من متطرفي وتكفيريين الجماعة هي مجرد أمنيات بنقل نموذج سوريا لمصر، ولم يدرس أحد فيهم الفوارق بين التجربتين بشكل علمي، وهي تهديدات ستأخذ حظها الزمني فترة من الوقت ثم تندثر وتضعف إلى أن تنعدم تلقائيا بمجرد الوصول لاستحالة ذلك..إنما ستبقى فيديوهاتهم نقطة سوداء في تاريخهم تمنعهم من التصالح أو في حال أرادوا العودة..