كتبنا كثيرا في "شبوة برس" أن شعب الجنوب العربي أبتلي في كل مراحل حياته السياسية منذ النصف الثاني من القرن العشرين بأجيال وطابور طويل من الحمقى والأغبياء السياسيين المتحزبين لحق بهم أسرى تلقين الطفولة والمراهقة في سني حياتهم الماضية في منظمات طلائع "علي عنتر وشبيبة فتاح" الماركسية اليمنية التي تلغي العقل وتعفيه من التفكير المراجعة.. لهذا نجد اليوم في الصفوف الأولى من نخب الجنوب قادة كبار وإعلاميين مشاهير جنوبا يرددون كـ "الببغاوات" جنوب اليمن وشمال اليمن وباختصار "جنوب – شمال" دون إدراك أن هذا الشعار ينسف حقهم ويلغيه في استعادة دولة الجنوب التي يحلمون بها ليصبحوا قادتها دون وعي أن أقوالهم هذه تنسف قانونا وسياسية حقهم في دولتهم الموهومة".
عن إشكالية الهوية الجنوبية كتب الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور "حسين لقور بن عيدان" موضوعا أكد فيه أنه "لا يمكن استعادة دولة الجنوب إلا بالتخلي التام عن كلّما يربط الجنوب باليمننة، بما في ذلك القوانين، والهياكل السياسية، حتى المصطلحات التي تعزز هذه الفكرة".
محرر "شبوة برس" ينشر نص ما كتبه "بن عيدان" عن هذه المعضلة:
نقطة نظام!!
في سياق التحولات السياسية والاجتماعية التي يشهدها الجنوب العربي، تبرز قضية الهوية الجنوبية كواحدة من أبرز المهام التي تواجه المشروع السياسي في المنطقة، فقد عانى من إرث سياسي معقد، حيث تتحمل بعض الأحزاب السياسية، وعلى رأسها الحزب الاشتراكي اليمني، المسؤولية عن الزج بالجنوب في مستنقع "اليمننة السياسية"، وهو ما يُعدّ معركة يجب كسبها أمام استعادة دولة الجنوب العربي بهويتها المستقلة.
من المثير للجدل أن هناك دعوات لاستعادة دولة الجنوب عبر مشروع الدستور اليمني الذي يعيد التأكيد على "يمنية" الجنوب ويرفض في مادته الأولى تجزأتها، وهو ما نراه تناقضًا واضحًا.
لهذا، لا يمكن استعادة دولة الجنوب إلا بالتخلي التام عن كلّما يربط الجنوب باليمننة، بما في ذلك القوانين، والهياكل السياسية، حتى المصطلحات التي تعزز هذه الفكرة.
د. حسين لقور #بن_عيدان