الجنوب والخيارات الصعبة

2024-12-27 19:25

 

في البداية لابد ان نفهم ما تمر به المنطقة ونحن جزء منها لأن المؤامرة أكبر مما نتصور، ولن تكون لنا خصوصية في الجنوب إلا بإرادتنا. 

 ابتلينا بواقع فرض علينا وحرب عبثية ومشاريع دولية خسرنا فيها الكثير من الرجال الأوفياء واصبحنا على حافة مجاعة حقيقية في الجنوب. 

لدينا قضية لم تكن نتاج الحرب بل سبقته بأعوام منذ نشوء (الحراك الجنوبي) بعد حرب الاحتلال عام 1994.

 

بعد الحرب عام 2015 ودخول التحالف المعركة فرضت علينا اجندة لا تخدم قضيتنا ونحن نعلم ذلك ولكن لم يكن لدينا خيار بعد ان بدأت قوات الحوثيين بغزو الجنوب مرة أخرى.

 

فرض الوصاية الدولية ووضع البلاد تحت البند السابع فرض واقع جديد أسوأ من واقع النظام السابق (عفاش)، لأن الوصاية تعني ألا يحدث اي تغيير إلا بموافقة ارباب الوصاية، وقد جربنا (إعلان الإدارة الذاتية للجنوب) التي ما أن اعلنت حتى قامت قيامة الجميع ضدنا وأجبروا القيادة على إلغائها!.

 

بالأمس في الرياض حاولوا فرض اجندة جديدة ضد الجنوب وقضيته وعند مطالبة الرئيس عيدروس بتنفيذ اتفاقيات الرياض رفضوا متعذرين بأن واقع جديد يجب التعامل معه!  كل هذا ضد قضية شعب الجنوب ومطالبه المشروعة في استعادة استقلاله واعادة بناء دولته على ترابه الوطني.

 

الواقع الجديد يضع الجنوب أمام خيارات صعبة.. اما التفريط في قضية الجنوب وتسليمه لصنعاء مرة أخرى أو التمرد وإعلان (إدارة ذاتيه او اعلان فك الارتباط مع صنعاء).

نعلم أن الجميع سيقف ضدنا لأننا اصحاب حق، لأن صاحب الحق في هذا الزمان مخطئ ومتمرد ولابد ان يسمع وينفذ ما يأمر به.

لكن هل يرضخ الجنوبيون لإملاءات الآخرين؟

وهل يقبل الشعب بالعودة إلى حضيرة (الشرعية _ الحوثية)؟

هناك مؤشرات ودوافع ستجبر القيادة الجنوبية على اتخاذ قرارات صعبة سيعتبرها البعض مغامرة ولكنها مفروضة، لأن المغامرة الحقيقية هي التضحية بقضية شعب الجنوب التواق لإستعادة استقلاله المسروق.

 

كشعب ومواطنين نطلب من القيادة الجنوبية ألا تخضع ولا تركع لأي كان سوا تحالف او شرعية او ضغط دولي من اجل التنازل عن استعادة الجنوب حرا مستقلا ودولة ذات سيادة.

الجنوب الذي ضحى من اجله أعز واشجع الرجال لايمكن ان يباع مرة أخرى لأن دماء الشهداء ستلعن من يتنازل عن تضحياتها والتاريخ سيسجل ذلك ولن يرحم من يفرط في الجنوب وشعبه.

 

عبدالله سعيد القروة

27 ديسمبر 2024