مسمى الأيام لا مسمى الغزوات
يطلق المؤرخون على الأحداث الحربية التي حدثت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مسمى الغزوات وهذا المسمى يعد تسمية بشرية اطلقت بغرض الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم أو جهلاً من المسمي لأن ذلك لم يرد في كتاب الله تعالى عند الحديث عن الحروب التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم كما يخالف ما ورد في كتاب الله الله تعالى الذي سماها بالأيام أو بوصف الحدث ولم يرد أبداً ذكرها بمسمى الغزوات لأن الغزو في اللغة يقصد به محاربة العدو وقتاله فِي عقر داره بغتة والرسول لم يفعل ذلك ويذهب لعقر دارهم بل هم أتوا اليه لمحاربته ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يؤمر بالقتال إلا لمن يقاتله أو يعتدي عليه بهدف إعاقة دعوته قال تعالى ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) وقال تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) فعلى سبيل المثال عند ذكر يوم بدر قال تعالى ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وفي يوم حنين قال تعالى ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) والأحزاب قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أذكروا نعمة اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) وهكذا البقية .
فمن أطلق هذا المسمى حتماً يقدح في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تتصف بالعفو والرحمه والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والتي أمره الله بها ومثل هذا بالطبع الأحاديث التي وردت في هذا السياق كحديث (بعثت بين يدي الساعة مع السيف وجعل رزقي تحت ظل رمحي) وحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا الا إله إلا الله) .