كان اعتقادنا بأن تدخل أشقائنا الأغنياء في دول التحالف العربي ومشاركة أبناء شعب الجنوب معهم في مواجهة مليشيات الحوثي عسكريا عام 2015م، سوف يمكن شعبنا من تحقيق أهدافه السياسية ويحميه من مخاطر الأزمات الاقتصادية، وأن كل ما عاناه شعبنا من ويلات الظلم والقهر والاستبداد من قبل الاحتلال اليمني، ستنتهي وتزول.
ولكن ويا للأسف جاءت النتائج بعكس ما كنا نأمل ونتمنى، فقد فرضوا علينا الدخول في شراكة عبثية مع مجلس رئاسي وحكومة معظم وزرائها وموظفيها من بقايا رموز نظام الاحتلال العفاشي، ومكنوها من السيطرة على موارد البلاد المالية والاقتصادية، وقدموا لها كل التسهيلات الممكنة والمتاحة لممارسة فسادها وعيوب أخلاقها، واتاحوا لهم فرصة احكام قبضتها على الموازنة العامة للدولة الوهمية، وبفعل ذلك تمكنوا من الاستئثار على كل مصادر الدخل الاجتماعي والموارد المالية والعينية وغيرها.
حيث تبين للراي العام الجنوبي بانه قد وقع في مصيدة المناصفة التي لم يجن منها غير البؤس والحرمان، وأن ذلك الأمل من الشراكة مع دول التحالف العربي قد صارت غبنا ونحسا، وتحولت تطلعاتنا السياسية إلى هباء منثورا.
وها نحن اليوم وبعد أكثر من تسعة أعوام من عاصفة الحزم نعيش أسوا حياتنا المعيشية، ونكابد أوجاع ومعاناة الحرمان من الاستحقاقات المالية (الرواتب) ومن تدهور اوضاع أحوالنا الاقتصادية والخدماتية، حيث انهارت العملة المحلية (الريال اليمني) وتراجعت قيمتها مقابل العملات الأجنبية، ومعها ارتفعت الأسعار وزاد الغلاء والفقر والمجاعة، واصبح العوز المادي وافواه الفاقة تفرض نفسها بقوة على حياة مجتمعنا الجنوبي.
فيا من تخافون الله وتخشون من عقابه وحسابه يوم الحشر الأعظم، استرجعوا صحوة ضميركم وعدلوا من جور عقابكم الظالم، وتذكروا أن جبروت التسلط والهيمنة عواقبها وخيمة، سواء كان ذلك في الدنيا أو في الأخرة، وعسى أن تتوبوا إلى الله تعالى وتهتدوا إلى مساعدة إخوانكم أبناء شعب الجنوب، بالخلاص من حكومة النهب والفساد والإرهاب، وتتكرموا بتقديم لهم التسهيلات السياسية واللوجستية لاستعادة دولتهم المستقلة كاملة السيادة، فهي قدره ومصيره ولن يستتب الأمن والاستقرار في منطقتنا العربية والعالم، إلا بعودة الأوضاع السياسية باليمن إلى ما قبل 22 مايو من عام 1990م.
ودمتم برعاية الله وحفظه