قوات الناتو والمال الخليجي لتامين البحر الأحمر

2024-11-16 16:58

 

‏ماحدث يوم أمس من قصف مزدوج لمدمرتين أمريكيتين من قبل الحوثي أو بالأصح خبراء الحرس الثوري ،عملية منضبطة جداً ومحسوبة التبعات السياسية  ، هي رسالة إيرانية لصانع القرار الإمريكي ، لما يمكن أن يتعرض له الوجود العسكري  لواشنطن حال مضت إدارة ترامب نحو التصعيد المباشر،  أو عبر إسرائيل لضرب منشآتها النووية أو تغليظ العقوبات حد الخنق. 

 

يمكن القول إن الصراع في اليمن يمضي نحو أمتاره الأخيره ، ويطرح مقاربات أكثر ميلاً للجذرية والحسم، وخارج سابق الترضيات وأنصاف الحلول والرشى السياسية  ، فحسابات ترامب لكلفة مواجهة الخطر الإيراني المستدام بواسطة الحوثي ، أو بتر هذه الذراع الإيرانية في اليمن، ترجح الخيار الثاني بإعتبارها الأقل كلفة وإستنزافاً . 

 

وبعقلية رجل الصفقة لن يذهب ترامب منفرداً إلى البحر الأحمر واليمن ، بل سيسحب معه قاطرة دولية، تتقاسم ميزانيات المواجهة ، وتتحمل الشراكة في الدفاع عن واحدية مصالحهم ، أوروبا ودول الخليج بدرجة أساس ، كما سيمارس ترامب الضغط على موسكو وبكين الأقل تضرراً في البحر الأحمر ،  بكف يدهما عن دعم الحوثي سياسياً وربما تسليحياً ، وتحديداً روسيا عبر تجار سلاح تُدار نشاطاتهم من قناة خفية في الكرملين. 

 

لن يبقى حال المنطقة في وضع السيولة والتهديدات وحروب الوكالة ، ستحشد الإدارة الترامبية قوات الناتو، وسيخوضون معاً معركة تسوية حالة الإنفلات العسكري في ممرات التجارة الدولية ،  وبمعية إسرائيل وبضخ مالي خليجي سيمضيان نحو إضعاف إيران بحرمانها من مزاياها الجيوسياسية، وتحديداً في اليمن حيث جغرافية الثروات وكارتيلات المصالح. 

 

وفي وارد المواجهات القادمة لا حسم مالم تنتقل المعركة إلى الأرض، ويتم إعداد القوى المسلحة الداخلية ،للنهوض بمسؤوليات إستثمار  تفكك قوة الحوثية جراء الضربات الجوية، وترجمتها إلى نصر ميداني ينطلق من الحديدة ويتمدد صوب سائر مناطق سيطرات الحوثي . 

 

قصف المدمرتان الأمريكيتان يوم أمس الثلاثاء ،وإن كانت في الفراغات المحيطة بهما ، ستدفع بملف اليمن إلى رأس جدول أعمال صانع القرار الجديد ،وستعجل حتماً بخيار إجتثاث القوة الإيرانية في اليمن دفعة واحدة وإلى الأبد .