في بداية الحرب على الشعب الفلسطيني بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، وما لحقها من دمار ومجازر لا زالت مستمرة حتى الساعة، تصايح الكثير وارتفع صوتهم عاليا عن دور المنظمات الحقوقية الدولية، والبعض وصف الحال بأكذوبة اسمها ديمقراطية وحقوق الإنسان لدى دول الغرب والبعض وصف موقفها بأنها حقوق إنسان مفصلة لهم، وليس لنا كعرب وكمسلمين ومعايرها مزدوجة.
كل الآراء التي انتقدت المنظمات الحقوقية الدولية سواء هيومن رايتس أو إمنستي أو حتى مجلس حقوق الإنسان وغيرها من منظمات حقوقية دولية يتناسى بأنها منظمات غضة العود، وحديثة الوجود على المسرح الإنساني، وهذه المنظمات تواجه إرثًا بشريًّا بالانتهاكات والحروب والغزوات مترسخة في الذهن الجمعي البشري من قرون، وبالأحرى منذ نشأة البشرية الذي لا زال يحتفظ بمصادرة حق الآخر سواء بالحروب أو بالرأي بما فيها المجتمعات المتحضرة فهي لا زالت تنتهك حقوق الآخرين، فهذا الدور الذي تقوم به تلك المنظمات يحتاج لدعم كي تستطيع مواجهة الإرث المترسخ في الوجدان البشري بمصادرة حق الآخرين وليس مهاجمته والتقليل من شأنه.
ولو نظرنا للتقارير التي أصدرتها تلك المنظمات بشأن ما يحدث في غزة سنجدها تقارير تدين ما يحدث في غزة، وأكثر من إدانة من دول المنطقة مجتمعة، وهذا أقصى ما تستطيع عمله فهي لا تملك شرطةً تعتقل من ينتهك حق الإنسان أو يرتكب جريمة حرب، ولا تملك جيوشًا لحماية حقوق الإنسان؛ لذلك دعم تلك المنظمات كونها منظمات جديدة بل حديثة العهد البشري ولا زالت في طورها الجيني التكويني قياسا بانتهاكات حقوق الإنسان التي جرت وتجري من قرون لذا فدعمها مطلوب وبقوة، لا سيما معنا نحن المجتمعات اللاديمقراطية واللا حقوقية.
فأيهما أجدى لحماية حقوق الإنسان مهاجمتها أم دعمها؟
لذلك أعجبني قول: الناس تسأل عن بقايا أمّة تدعى العرب!
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج...
ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلها..
ولكل مأساة سبب...
باعوا الخيول..وقايضوا الفرسان في سوق الخطب
فليسقط التاريخ..ولتحيا الخطب!!