تسعة قتلى وأكثر من ألفي إصابة خلال انفجارات أجهزة اتصال "بيجر"، وحزب الله والحكومة يحملان إسرائيل المسؤولية
*- شبوة برس - BBC
قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إن عدد الجرحى جراء انفجارات أجهزة الاتصال من نوع "بيجر" وصل إلى 2750 جريح، بالإضافة إلى تسعة قتلى من بينهم طفلة عمرها ثماني سنوات، موضحاً أن هذه الإحصائيات ليست نهائية حتى الآن.
وأوضح الوزير اللبناني خلال مؤتمر صحفي، أن أغلب الحالات "خطيرة"، مشيراً إلى أنها تعددت بين إصابات في الوجه واليد ومنطقة البطن، والعيون، ومضيفاً أن أكثر من 100 مستشفى في لبنان في حالة استنفار وتقوم باستقبال الحالات.
وأعلن حزب الله اللبناني انفجار "عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالبيجر والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة".
وأوضح الحزب في بيان له أن "الانفجارات الغامضة الأسباب حتى الآن" أدت إلى مقتل "طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة"، مؤكداً أن الأجهزة المختصة في حزب الله تقوم حالياً بإجراء تحقيق واسع النطاق "أمنياً وعلمياً" لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، بينما تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية بحسب البيان.
وأضاف الحزب في بيان منفصل أنه "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة، نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين"، متعهداً بـ"القصاص العادل" على "العدوان الآثم" بحسب البيان.
من جانبها أدانت الحكومة اللبنانية ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي الإجرامي والذي يشكل خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية وإجراما موصوفاً بكل المقاييس".
وشدد مجلس الوزراء على أن "الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤولياتها حيال هذا الإجرام المتمادي"، على أن يبقى مجلس الوزراء في اجتماعات "مفتوحة" لمواكبة ما يحدث.
وأكدت مراسلة بي بي سي مقتل نجل النائب عن حزب الله علي عمار في الهجوم السيبراني الأخير، وإصابة نجل النائب حسن فضل الله، مشيرة إلى أن مستشفيات عدة في بيروت أعلنت عن وصولها إلى قدرتها الاستيعابية القصوى جراء عدد الجرحى الكبير.
ولم تعلق إسرائيل حتى الآن على الاتهامات اللبنانية، إلا أن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مجلس الوزراء ما قالت إنه "أوامر للوزراء بعدم الإدلاء بأي تصريحات".
وقال الأمن الداخلي اللبناني إن أجهزة اتصالات لاسلكية من "أنواع معينة"، انفجرت في عدد من المناطق اللبنانية ومن بينها الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى سقوط إصابات.
وقالت مصادر أمنية لرويترز إن أكثر من ألف شخص، بينهم مقاتلون من حزب الله ومسعفون، أصيبوا يوم الثلاثاء عندما انفجرت أجهزة النداء التي يستخدمونها للاتصال في أنحاء لبنان.
وقال مسؤول في حزب الله، إن تفجير أجهزة النداء كان "أكبر خرق أمني" تعرضت له الجماعة خلال ما يقرب من عام من الحرب مع إسرائيل بحسب رويترز.
وشاهد صحفي من الوكالة كان في الضاحية الجنوبية عشرة أشخاص يتبعون لحزب الله ينزفون ومصابون بجروح.
هذا وأعلنت وكالة مهر الإيرانية للأنباء إصابة سفير إيران في لبنان، مجتبى أماني جراء "هجوم سيبراني" استهدف لبنان وسوريا، دون تقديم تفاصيل إضافية.
من جانبها أكدت سفارة إيران في لبنان أن السفير أماني أصيب بـ"جرح سطحي وحالته جيدة".
وطلبت وزارة الصحة العامة من المستشفيات الاستنفار إلى أقصى درجة رفع مستوى استعداداتها.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني تجهيز 50 سيارة إسعاف إضافية و300 من فنيي الطوارئ الطبية للمساعدة في إجلاء الضحايا.
ووجّهت وزارة الصحة اللبنانية نداءً عاجلاً إلى جميع العاملين في القطاع الصحي بضرورة التوجه فوراً إلى أماكن عملهم لتلبية احتياجات الطوارئ الصحية، قائلة في بيان "نحثّ جميع العاملين على الابتعاد عن استخدام الأجهزة اللاسلكية".
وطلبت الوزارة من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية، الاستنفار إلى أقصى درجة رفع مستوى استعداداتها، وذلك في بيان عاجل طلب أيضا من هذه المستشفيات "رفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة لخدمات الطوارئ الصحية".
وطلبت الوزارة من جميع المواطنين الذين يمتلكون أجهزة اتصال من نوع بيجر أن "يعمدوا إلى رميها بعيدا عنهم بشكل فوري".
وقعت التفجيرات حسب التقارير الأولية في الضاحية الجنوبية والبقاع والنبطية والحوش وبنت جبيل وصور وجنوب لبنان.
كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إصابة 14 شخصاً من حزب الله جراء انفجار جهاز اتصالات داخل سيارة في كفرسوسة، بالإضافة إلى انفجارات أخرى في محيط السيدة زينب والقلمون الغربي، مؤكداً أنها انفجارات مرتبطة بسلسلة الانفجارات التي حدثت في عدة مناطق في لبنان.
وقال المرصد إن عدد الجرحى بلغ 14 شخصاً و"لم تكشف جنسياتهم في محافظتي دمشق وريف دمشق"، نتيجة انفجار أجهزة اتصالات شخصية خاصة بحزب الله اللبناني، بينما أكد مصدر مقرب من حزب الله لفرانس برس أن عناصر من الحزب أصيبوا بانفجار أجهزة اتصال في سوريا دون أن يحدد عددهم.