التقويم عمل بشري وليس كتابًا سماويًا (1)

2024-09-11 19:04
التقويم عمل بشري وليس كتابًا سماويًا (1)
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

*- شبوة برس - د. محمد سالم الغامدي   

حذف أيام النسئ الـ11 يومًا في عهد الخليفة عمر بحجة تحريم الأيام بينما التحريم كان للفعل الذي كان يفعله البعض لأوامر الله كالقتال فيه وقتل صيد البر حيث نتج عن ذلك إزاحة الشهور عن مكانها المتوافق مع حركة الكواكب والأبراج والفصول الأربعة فتحريمها كان لتأمين طريق الحج في أشهره الأربعة ولحماية صيد البر الذي يتوافق مع موسم توالده حماية للحوامل والرضع منه وتعديل التقويم ليتوافق مع حركة الأبراج والفصول الأربعة يعيد حالة الارتباط بينها وهذا أمر سهل وميسر كون التقويم عملا بشريا الهدف الرئيس منه توافقه مع حركة الكواكب والأبراج والفصول وهذا العمل ليس كتباً منزلة من السماء، وسوف أطرح أبرز ما تم فعله بشرياً لتلك التقاويم العالمية تأكيداً لذلك المطلب منذ بدأت الحياة البشرية لأن الغرض منها تحديد قياسات للزمن وتنظيم أمور الحياة اعتماداً على (الظواهر الطبيعية المتكررة وحركات بعض الكواكب والنجوم كالشمس والقمر والفصول الأربعة) وقد تعددت تلك التقاويم عبر الأزمنة وحدث فيها بعض الاختلاف والاتفاق لكنها جميعاً لم تخرج عن التوافق مع الظواهر الطبيعية والفصول الأربعة وحركة الكواكب والنجوم وأهمها الشمس والقمر لوضع تلك التقاويم حتى وصل ذلك التنوع والتعدد إلى عصرنا الحالي.

 

وبما إن التطور التقني الذي نعيشه في هذا الزمان أصبح سمة بارزة لما وصلا إليه علم الفلك والفضاء من دقة في الحساب عبر أحدث التقنيات لذا يستوجب أن نستعرض ذلك التنوع والتعدد علنا نخرج ببعض الإضافات التي تعيد لنا التوازن والثبات في تقويمنا الهجري الذي اختلفت فيه، وهذه بعض أبرز التقاويم العالمية لمعرفتها ثم الإفادة منها:

 

1- التقويم الروماني: في هذا التقويم يبدأ العام من أول شهر مارس وشهور هذا التقويم عشرة أشهر، ومازالت تلك الأشهر تحمل نفس الأسماء من مارس حتى ديسمبر لكن في عام 153 ق.م انتقل بداية العام من مارس إلى يناير ثم فبراير وعندما تولى القيصر الروماني (يوليوس قيصر) كلف أحد كبار الفلكيين وهو (سوسيجينيو) بوضع نظام ثابت للتقويم الروماني وفيه اعتمد التقويم الشمسي بدلاً من القمري ليتم التوافق مع الفصول الأربعة والظواهر الطبيعية وجعل السنة الكبيسة 366 يوماً والسنة العادية 365 يوماً وجعل بداية التاريخ الروماني أول يناير وجعل الشهور فردية العدد يناير مارس ابريل 31 يوماً وزوجية العدد 30 يوماً وجعل شهر فبراير 29 يوماً في السنة العادية و30 يوماً في السنة الكبيسة ثم عدلت أيام شهري سبتمبر ونوفمبر الى 30 يوماً بدلا من 31 يوماً واستمر هذا التقويم حتى اليوم.

 

2- التقويم الميلادي الغريغوري: يعرف أيضاً باسم التقويم الغريغوري أو المسيحي أو النصراني وهو المستخدم حالياً في أغلب دول العالم ووضعت بدايته من تاريخ مولد المسيح عليه السلام وقد وضع هذا التقويم الراهب الأرمني (دنسيوس الصغير) وسبب تسميته بالغريغوري نسبة إلى البابا (غريغورس الثالث عشر) بابا روما في القرن السادس عشر وهذا التقويم أصبح يمثل دورة كاملة للشمس في منازلها وعدد أيامها 365 يوماً في السنة البسيطة و366 يوماً في السنة الكبيسة.

 

والبقية تتبع....

 

*- شبوة برس – صحيفة المدينة السعودية