قبل ما يزيد عن العامين كنت على رحلة لطيران اليمنية خط القاهرة- عدن.
حينما اقلعت الطائرة وفككنا الأحزمة للاسترخاء، جاءني صديق يعمل مضيفاً في نفس الرحلة، مبتسما ومرحبا بحرارة، لكنه سألني وهو يتصنع الاستغراب، عن سبب وجودي على هذه الرحلة؟ وقبل ان أسأله عن سبب استغرابه قال: الرحلة متجهة إلى صنعاء.
كنت على يقين ان الرحلة متجهة الى عدن، وقد استكملت معاملتي في المطار وقبلها عند الحجز، على هذا الأساس، لكن عدم ثقتي باليمنية يومها، وارتجالية قراراتها،احسست بالدوار، خاصة وانه كانت هناك اتفاقات مع المليشيا لتسيير رحلات مباشرة من القاهرة وعمّان الى صنعاء.
قلت لصاحبي مازحا، باتعملوها يا يمنية، هيا افتحي لي باب الطوارئ اقفز واتمزق ارباً اربا ولا تسلمونا للحوثي، فما رأيناه من تعاملهم مع معارضيهم، يجعل الموت أهون وأشرف من الوقوع في ايديهم ، ضحك صاحبي واكملنا الحديث، لكن الخوف في" امرجول وامدماغ وامقلب" كما حد تصنيف ابو جلال،
ظل ملازماً لي،حتى بعدما هبطت الطائرة في مطار عدن.
الخلاصة، انني اليوم استشعر قلقا،بأننا وبعد ان سلمت اليمنية طائراتها الأربع للحوثي ببراءة وسذاجة ، فلا يستبعد، ولا يستغرب، ان تهبط بالقيادة أو بالمعارضين للحوثي المسافرين عبرها، ترانزيت في صنعاء، ليكونوا هدية وفريسة سهلة للميليشيا، التي تستمد ثباتها وامتلاكها لزمام السيطرة في صراعها مع الشرعية، من سذاجة رموز وقيادات الشرعية، وربما من تخاذل وتخادم بعض أصحاب القرار معها.
متصور صالح