تراقب الصين باهتمام بالغ مسار الحرب في أوكرانيا محاكاة لحرب متوقعة في تايوان التي تعتبرها الصين جزءا لا يتحزأ من ارضها.
هذه الجزيرة التي كانت مجهولة قبل عقود، بات من المحتمل أكثر من أي وقت مضى، أن تكون سبباً لحرب عالمية ثالثة مدمرة، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً، أن بلاده "قد تتصدى عسكرياً لأي محاولة صينية لغزو تايوان".
فجزيرة تايوان تعد بلداً شديد الأهمية للغرب وأمريكا لكنها أكثر أهمية للصين ،وحتى العالم كله.
هذا التصريح عبر عن حقيقيتين مثيرتين للقلق.
الأولى أن التنافس الأمريكي الصيني قد تفاقم لدرجة تجعل الحرب بين الدولتين العظميين لم تعد مستبعدة.
والثانية أن أهمية تايوان الاقتصادية والسياسية والعسكرية تتزايد للغرب وأمريكا ومجمل العالم.
وإذا استعادت الصين تايوان، فمن المتوقع أنها ستكون أكثر حرّية في استعراض القوة في منطقة غرب المحيط الهادئ، وربما تهديد بعض القواعد العسكرية الأميركية، مثل تلك الموجودة في جزر غوام وهاواي...رغم أن الصين تصر حتى الآن على أن نياتها سلمية بحتة.
كثفت الولايات المتحدة تواصلها مع تايوان وطمأنت تايبيه على دعمها المستمر.
هذا العام ، قالت إدارة الرئيس جو بايدن إن التزامها تجاه تايوان "متين للغاية"
يمكن أن تحاول الصين ضم تايوان بوسائل غير عسكرية مثل تعزيز العلاقات الاقتصادية.
لكن في أي مواجهة عسكرية، فإن القوات المسلحة الصينية ستتفوق تلك الموجودة في تايوان.
تنفق الصين أكثر من أي دولة (باستثناء الولايات المتحدة) على الدفاع ولديها قدرات حربية هائلة، من القوة البحرية إلى تكنولوجيا الصواريخ والطائرات والهجمات الإلكترونية...ويعد الجيش الصيني ثالث أقوى جيش في العالم بعد الجيشين الأميركي والروسي.
وفي صراع مفتوح، من المتوقع أن تايوان يمكن أن تهدف في أحسن الأحوال إلى إبطاء الهجوم الصيني، ومحاولة منع هبوط القوات البرمائية الصينية على الشاطئ، وشن هجمات حرب العصابات أثناء انتظار المساعدة الخارجية.
ويمكن أن تأتي تلك المساعدة من الولايات المتحدة وربما من اليابان وكوريا الجنوبية اللتان تدفعهما الولايات المتحدة إلى المشاركة في الوقوف بوجه الصين.