التوقيت يثير القلق ، وإختيار مكان الإحتكاكات المسلحة وهي حضرموت، يضاعف هذا القلق ، وطبيعة القوات المرشحة للصدام التي جُلها جنوبية الإختيار ، يجعل القلق محاطاً بالشبهات.
لا هذا وقت الصدام خارج مربع العدو المشترك ، ولا هناك مايبرر بدفع قوات إلى المدن المستقرة، في حين الحوثي يتربص بالجميع وثكناته تحيط بالمناطق المحررة من كل الجهات.
ما يحدث من دفع قوات درع الوطن للدخول في صراع بيني مع النخبة، يضرب بالعمق التقاربات التي بدأت تلوح في الأفق، بأن هناك بندقية واحدة بدأت تتخلق في المواجهة المشتركة للحوثي، كما حدث في حيفان وتخوم تعز وكرش ، فما يراد له أن يحدث في حضرموت يدفع بالأمور إلى المربع الأول شكوك متبادلة وإحتقان.
إستنتاج توقيت محاولة تفجير الصراع في حضرموت بين النخبة والدرع، يكشف إن هناك من يعسكر الخلافات السياسية، وينقلها من تحت سقف الرئاسي إلى الخنادق ، ما يعطي للحوثي فرصة للملمة جروح هزائمه الإقتصادية، ويبعث فيه قدراً من إلتقاط النفس لإستعادة المبادرة والمبادأة ، مشثمراً بأن لا جبهة موحدة في الطرف المقابل، تدفع بالأمور نحو الحسم.
الإختصام في السياسة والخلاف في المشاريع ، ينبغي أن يتم تأطيرها وتحديد وجهة حلولها، حول طاولة التفاهمات لا في ساحة الإقتتال ، فكل صراعات بينية قيمة مضافة للحوثي وإرباك في تحديد سُلَّم المخاطر.
إحتكاكات حضرموت لا تتيح المجال لتوصيفها خارج التالي:
أن لا وحدة موقف ، وأن هناك طرف يغذي الخلافات ، وأن الإقليم من مصلحته تليين مواقف المجلس الانتقالي تجاه مشاريع التسوية ، حيناً بالضغط السياسي وصناعة التجنحات الداخلية في جسمه التنظيمي وتمزيق قاعدته الاجتماعية ، وحيناً آخر بالتلويح بإستخدام القوة.