الرئيس عبدربه منصور هادي لم يكن هادئا في خطابه اليوم خصوصا وهو يوجه انتقاداته إلى الصحفيين.
الصحافة في اليمن (بما في ذلك الفضائيات, باستثناء عدد محدود من الصحف والمواقع الاخبارية الأهلية) هي تحت هيمنة السلطة القائمة (سلطة الرئيس هادي أقصد) ومراكز القوى التي تتحالف معه أو أحزاب المبادرة والآلية التنفيذية التي تتشارك الحكومة والوظيفة العامة وحصص الانتساب الى القوات المسلحة والأمن ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني!.
كشف لليمنيين أنه أوقف المكافآت المالية غير القانونية (المخزية والفضائحية على أية حال) التي كان الرئيس السابق يستميل بها صحفيين وكتاب...
هذا خبر جيد بصرف النظر الآن عما يشاع بشأن استمرار النهج الرئاسي السابق بوسائل أخرى غير المخصصات الدورية.
والخبر السيئ أنه لم يقل شيئا عن المخصصات الرئاسية والامتيازات التي تذهب إلى مراكز قوى ومشايخ يمولون صحف وفضائيات تشعره غالبا بالانقباض ... الخ.
ليس كل ما يقوله الرئيس مثيرا للانقباض! وهو لاح حازما وهو يتحدث عن الحرب على الارهاب, وحرصه على الوحدة اليمنية وعزمه على منع انزلاق اليمن الى حرب أهلية... على أنه لم يشر مطلقا إلى مستشاريه الرائعين الشباب (!) الذين يعطلون قراراته الجمهورية (هل تتذكرون حديقة 21 مارس؟), لم يطمئن اليمنيين المسالمين في العاصمة وعدن وتعز وغيرها, بأنه لن يسمح بعد الآن باستمرار المظاهر المسلحة فيها وما تسببه من انتشار للجريمة وترويع للسكان وتهديد للضعفاء الذين يخضعون لرحمة المقامرين والطامحين للقوة في هذه المدن, وأنه لن يتراخى في محاسبة أي مسؤول لا يقوم بواجبه في تأمين الأمن والسكينة للمواطنين اليمنيين.
فخامة الرئيس الهادئ لا يبدي أدنى اكتراث بالانتقادات الموجهة لقراراته المخيبة للأمال التي تم طبقا لها تسليم وحدات إدارية واقتصادية وخدمية إلى أشخاص غير جديرين مكرسا نهج المحاصصة الذي يضرب فكرة الدولة, التي تعهد في خطابه مرات عديدة بحمايتها, في الصميم.
لا يقول ما يريد أغلب اليمنيين سماعه من الرئيس منذ عام ونصف, لأنه, كما يظهر, منغمس في مراقبة وتقويم سلوك الصحفيين (الذين يتلقون مكافآت والذين لا يتلقون) وما يكتبونه في مواقع التواصل الاجتماعي.