لا يوجد علم اسمه #الإعجاز_العلمي في #القرآن، ومحاولات تطويع آيات القرآن الكريم، لتتناسب مع نظريات وحقائق فيزيائية أو كيمائية، هو نوع من التحريف والتخريف استنطاق الآيات القرآنية وجعلها وعاء لأطروحات علمية قد يثبت بطلانها مستقبلا.
ناهيك عما في ذلك من مخالفة لما ثبت في السنة المطهرة من تفسير الآيات ، أو التسرع في عرض الفرضيات والنظريات على أنها حقائق علمية .
القرآن ليس كتاب علوم ولا فيزياء ولا طب، ولو أراد الله سبحانه وتعالى، أن يكون كذلك لقدم لنا كل الاكتشافات والنظريات العلمية والعلاجات جاهزة
موضوع العلم مختلف عن موضوع القرآن الكريم، وحقائقه مختلفة عن حقائق القرآن؛ فالأولى نسبية والثانية مطلقة، فكيف نحكم ما هو مطلق إلى ما هو نسبي؟ وكيف نجعل القرآن الهادي بنفسه مهديا بغيره؟ إضافة إلى التغير والتبدل الذي يطرأ على العلوم، لهذا فإن تفسير القرآن بها يجعله متغيرا متقلبا معها.
فالذي انزل القرآن هو الذي أنزل قوانين العلم وسخرها للإنسان مع كل ما يحتاجه في هذا الكوكب، وأنزل القرآن هدى وتبصرة وأمر بتدبره والتفكر في خلق الله، واكتشاف ما يحتاج له الإنسان بالعلم والعمل.
إن القول بالسبق القرآني في ذكر العلوم قبل اكتشافها حسب ما قدمه البحث من تطبيقات، يعتبر مستندا ومسوغا للقراءات المعاصرة التي تسعى إلى جعل النص القرآني مادة هلامية يشكلها قارئه كما يريد، وخاصة أنها تتجاوز معهود الخاطبين في عصر التنزيل في استعمالاتهم اللغوية والبلاغية التي تعتبر شرطا أساسيا في التفسير؛ لذا علينا أن نكون موضوعيين أولا، ومنسجمين مع أنفسنا ثانيا، وفاء لقدسية القرآن الكريم، وإبرازا لفاعليته البعيدة عن القراءة الإسقاطية، مما يعكس المبادئ والقيم والمقاصد التي جاء بها ولأجلها، دون أن نلجأ إلى مثل هذه القراءات التي كان من أبرز أسباب وجودها ردة الفعل تجاه التقدم العلمي في الغرب.