لا يهمنا فاروق شاهر عبدالحق ، وجريمته البشعة المتهم بها في بريطانيا بقتل صديقته ، هذا ملف يحسمه القضاء ، ولكن لدينا هنا إشكالية إخلاقية : هل يحق لإعلامية في BBC أن تطلب صداقته على السناب، وتتبادل معه أحاديث متعددة ولليالٍ ، ثم تستدرجه من موقع الصداقة المزعومة دون الإفصاح عن هويتها ، للحديث عن سبب تركه بريطانيا، ليبوح لها كصديقة عن الأسباب الحقيقية ، وقبل إعداد المادة للنشر تخرج له لسانها وتخبره بغبطة أنها صحفية ، دون أن تمنحه الحق في قبول أو رفض إستخدام الأحاديث الخاصة المتبادلة وتختتم لصوصيتها بالقول المكرر في كل موادها الاستقصائية، إنتظرناه للرد وفي اللحظة الأخيرة لم يأتِ، وتسمي فعلها -الإجرامي في ميثاق الشرف الإعلامي- ، بأنه سبق صحفي!!
نعرف جيداً أن أبجديات العمل الصحفي ،أن تقدم هويتك المهنية وتضع الطرف الآخر في صورة المادة التي تعدها، وهذا مالم تفعله ال بي بي سي في حالتي اللقاء مع رئيس الإنتقالي ، والشخص الآخر مع مابين الإثنين من مسافة ولكن النوايا المبيتة واحدة :
في الأول تدليس واخفاء هوية، والثاني إغتيال الشخصية ، مايعرض القناة للمساءلة القانونية.
ملاحظة:
يحظر القانون البريطاني على أجهزة الأمن -تصوروا أجهزة الأمن- ، تحريض أي طرف عبر إختراق الخلايا و الإيحاء له للقيام بعمل إرهابي ، بهدف القبض عليه متلبساً لضرورات الإدانة ، وهو ذات الشيء الذي أقدمت عليه قناة تقتطع جزئية من حديث مسؤول سياسي ، وتستدرج شخصاً آخر للحديث بإسم الصداقة ، وتسمي ذلك بسبق صحفي ، أقل مايوصف أنه بأدواته منافٍ لإخلاقيات المهنة ، ومثير للإشمئزاز .