أستغربت من الضجة الإعلامية الكبيرة التي أثيرت حول وثائقي BBC عن حرب اليمن السرية، والفيلم لا يعني الإمارات لا من لا من قريب ولا من بعيد مطلقا وذلك لعدة أسباب يمكن تلخيصها فيما يلي :
1- دخول الإمارات حرب اليمن ضمن تحالف وبقرارات دولية لدحر الحوثي ومحاربة الإرهاب وهذا ما حدث فعلاً فقد هزمت ميليشيات الحوثي في عدن والجنوب وصولا إلى مأرب والجوف ، وكادت الحديدة أن تتحرر بالكامل لو التدخل الأمريكي البريطاني لدواعي إنسانية كما روج له آنذاك .
2 - الإغتيالات التي حدثت في عدن بعد التحرير هي تصفية حسابات بين اليمنيين بعضهم البعض ولا دخل للإمارات في هذا الموضوع ، بل أن الإمارات أعادت الأمن والأمان لربوع عدن وحضرموت وشبوة والمهرة ، بعد أن كانت هذه المحافظات وغيرها تغرق في الفوضى والمشاكل التي لا نهاية لها .
3 - شهد تاريخ اليمن جنوباً وشمالاً تصفيات على مدى التاريخ بدءًا من تصفيات السلاطين والعلماء والقادة في الجنوب بعد إستلام الجبهة القومية مقاليد الحكم عام 1967 ، مروراً بإعتقال قحطان الشعبي وإعدام الحمدي والغشمي وسالمين ، وصولاً لأحداث 13 يناير التي تم تصفية أكثر من عشرة الاف جنوبي في عشر أيام ، وبعد الوحدة شهدت صنعاء إغتيال قيادات الحزب الإشتراكي بين عامي 1992 و1993 ، هذا تاريخكم الأسود ما دخل الإمارات في التصفيات التي حدثت بعد تحرير عدن عام 2015 ، الإمارات قضت على القاعدة والإرهاب الذي أعلن حضرموت إمارة إسلامية ، وكادت عدن أن تكون إماراته الثانية لولا تدخل الإمارات وتشتيت شمل الإرهاب ، كان السكان في مديريات بأكملها لا يستطيعون الخروج في الشوارع ، هل تذكرون تلك الأيام السوداء !!
4 - يحاول حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي بعد أن فقد زخمه وهيبته في جنوب وشمال اليمن ، أن يبث الكراهية بين الإمارات والشعب اليمني الكريم ، من خلال تشويه الحقائق بمثل هذه الأفلام الوثائقية ، بعد أن فشلت ثورته ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2011 فيما كان يسمى بالربيع العربي ، وبعد أفول نجم الإخوان في مصر وتونس وأخيراً السودان ، بدأ شعب اليمن جنوباً وشمالاً يحارب الفكر الإخواني الذي كان السبب الرئيسي في حرب التسع سنوات التي يعاني منها الشعب اليمني اليوم .
5 - وأخيرا : الناس أصبحت لديها عقول تفكر وتعرف الطيب من الخبيث ، وليس كما يعتقد حزب الإصلاح الإرهابي ، وأحزاب الإخوان المتخلفة التي تهاجم الإمارات في منابرها الإعلامية ، والإمارات حكومةً وشعباً لا تحسب لها أي حساب لأن البيت متوحد
د.. خالد القاسمي