العرب لا يقرأون التاريخ لإستلهام أحداث الأمة

2025-01-27 22:21

 

منذ سقوط نظام الأسد وكل القنوات والسوشل ميديا تتحدث كيفية إنهيار الجيش السوري . 

 

وبالعودة للماضي في 10 فبراير 1258م  غزا هولاكو حاضرة الدولة العباسية بغداد ، وقتل الخليفة المستعصم بالله وأولاده لتنتهي آخر خلافة عباسية في الوجود ، كان الخليفة يجمع الثروة والمال ويخزنها ، وتم تسريح الجيش حتى لا يدفع  رواتبه ، وكان جنود الدولة العباسية يتسولون الناس من أجل لقمة العيش حتى قال هولاكو للخليفة " لو أسست بهذه الثروة التي جمعتها جيشا قوياً لأستطعت هزيمة جيش المغول "

 

وما حدث في 2003 من إنهيار الجيش العراقي ، وإحتلال أمريكا للعراق كان نتيجة حتمية لحكم صدام للعراق ، الذي دشن عهده بحرب الثمان سنوات مع  إيران ، تبعها بغزو الكويت وإحتلاله وتدمير الجيش العراقي في معركة غير متكافئة ، تبعتها 12 سنة عجاف من الحصار ، حتى أصبح الجندي العراقي يتسول قوت يومه تماما كما حدث أثناء غزو هولاكو للعراق .

 

وهل ما حدث في سوريا يختلف عن هذين النموذجين ، لا أعتقد ذلك في 2015 فقد الجيش السوري سيطرته على الأرض وكذلك الميليشيات الإيرانية المتحالفة معه ، ورغم تدخل روسيا لإنقاذ نظام الأسد في 2015 ، إلا أن النظام لم يتقدم بخطوة لتسوية الأوضاع ، وعودة النازحين ، ومشاركة السوريين في الحكم ، وأنهار الجيش السوري الذي كان راتبه في 2018 لا يتجاوز 20 دولار ، وكان يتسول في الشوارع ، وأنتشرت الرشوة والفساد وتجارة المخدرات ،  حتى أنهار النظام بالطريقة التي شاهدها الجميع .

 

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا ترجع الأنظمة العربية لقراءة أحداث التاريخ ، لماذا لا يتعظ صدام حسين بمصير الملك الملك غازي ، ونوري السعيد الذي سحله الشعب العراقي في الشوارع حينما فكر بإحتلال الكويت ، ولماذا لا يفكر بشار الأسد أن روسيا وإيران سوف يتخلون عنه إذا لم يتصالح مع شعبه ، خاصة بعد إنشغال روسيا في حربها مع أوكرانيا ، وعدم جدوى علاقتها مع الأسد .

 

كلمة عظيمة قالها حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان" أمة بلا ماضي بلا حاضر ولا مستقبل "

 

 

د. خالد القاسمي