مصر لا تمتلك رفاهية الإختيار ٩،٥ مليار دولار دخلها السنوي من قناة السويس شريان إقتصادها، لن تتركه عرضة لتهديدات جماعة تدعي العداء لإسرائيل، في ما هي تدمر إقتصاديات الدول العربية وفي القلب مصر ، عبر التلويح بإغلاق باب المندب وإجبار السفن على تحويل خطوط مساراتها الملاحية.
مصر لا تحتاج إلى الإعلان عن إنضمامها للقوات متعددة الجنسيات ، فهي موجودة فعلاً في جسم هذه القوات ، من خلال عضويتها في القوة ١٥٣ المتواجدة في البحر الأحمر وخليج عدن ، وتحملت رئاسة المجموعة الدورية في فترة سابقة.
مصر المحاصرة بالحروب من الجهات الثلاث غزة وليبا والسودان ، لن تقبل أن يُغلق منفذها على العالم بحراً ، وستحارب -وإن لم تصرح بذلك علناً - الخطر الحوثي ، بالشراكة المباشرة في الخطط العسكرية الدولية عبر المجموعة ١٥٣، أو عبر أدواتها غير العلنية في دعم مناهضي الحوثي وتزويدهم باللوجستيات وتطوير المهارات والمعلومات الإستخبارية والسلاح.
مصر حصيفة في قرارتها ، لها أدواتها الناعمة وتعرف كيف تحمي أمنها القومي، بسلاسة ولكن بحزم ،دون الحاجة لفاترينات الإعلان وصخب التصريح.
رحيل كل السفن نحو رأس الرجاء الصالح ، يصيب إقتصاد مصر المتعب بمقتل ،وعليه القاهرة لن تُبقي يدها مغلولة ولن تصمت.