بعد هذه الحرب الضروس على غزة خاصة والفلسطينيين عامة نقول لأمريكا والغرب عموما كفاكم تشدقا بحقوق الانسان واصمتوا الى الأبد أو التعامل معها بصدق وشفافية وعدالة ومساواة !!
وأستثني منكم اولئك الذين كشفوا ازدواجية المعايير لديكم، ورفعوا صوتهم عاليا رفضا لكم، وكرها لممارساتكم، وتعرية لمواقفكم، نعم نريد ان نعلمكم أبجديات حقوق الانسان، فنحن نعرف ان حق الانسان في غزة يماثل حقه في كييف وباريس ولندن وواشنطن، وهذا الحق لا علاقة له بلون البشرة او العينين او الطول او القصر او الجنسية او الدين او الانتماء، وانما هو حق ثابت لا يتغير .
أما أنتم، فإن حق الإنسان لديكم يتغير من مكان وبلد لآخر، فحق الطفل الفلسطيني، ليس كما هو حق الطفل في أوكرانيا، والكيان الصهيوني ، كما ان التضامن في ملاعبكم مسموح لأوكرانيا ومرفوض إذا تعلق الامر بقضية عادلة كفلسطين .
ففي بلادكم ترفضون رؤية العلم الفلسطيني في ساحاتكم، وتسمحون لمستعمر نازي يقتل الأطفال في غزة ممارسة الكذب وتلفيق القصص، وتتغاضون عن صور اطفال قتلت وامهات قضت، بفعل طائراتكم وآلتكم العسكرية .
أعتقد انه وان طال الزمن سيحين موعد محاسبتكم، على استعمار الجزائر لـ130 سنة، ونهب ثرواته وقتل واعتقال شبابه، ومحاسبة وعد بلفور على وعده، والولايات المتحدة على قتلها ابرياء العراق دون وجه حق وخاصة بعد سقوط ذريعة وجود اسلحة دمار شامل.
أيها المأزومون بعقدة النازية النرجسيون حد انكسار الرقبة، نقول لكم اننا نعرف حق المرأة والطفل أكثر منكم، اما أنتم فقد اوجعتم رؤوسنا بالكلام عن حقوق الانسان وعندما أزفت ساعة الحقيقة اعتبرتم انه لا يوجد في غزة اطفال ولا نساء، وان من يقتل بدم بارد ضمن حملة ابادة فاقت نازية هتلر.
اصمتوا لا تتحدثوا عن أي حقوق، فكلامكم وحروفكم مأرومة،
وقبل ان يقفز بوجهي بعض الذين ما يزالون يؤمنون بكم ويحدثونني عما جرى في السابع من تشرين الأول (اكتوبر)، فإنه وجب سؤال اولئك والقول، ترى كيف كان يعيش ابناء قطاع غزة قبل ذاك التاريخ، ألم يكن أبناء القطاع محاصرين في سجن كبير فماذا فعلتم؟ لم تحركوا ساكنا ووقفت عواصمكم تتفرج عندما كان الفلسطيني يقتل في غزة، والمقدسيات يعتدى عليهن من قبل غزاة الاحتلال، والمستعمرون يحرقون الاطفال ويعتقلون الشباب، وقت ذاك كانت دول الغرب تصمت وكأنها لا ترى شيئا !!؟
ببساطة ميزان الحقوق لديكم مائل تريدون ان تواصل اسرائيل جبروتها دون منح الحق للطرف المعتدى عليه الدفاع عن نفسه!، هل رأيتم ازدواجية معاييركم؟، وهل رأيتم أكثر من ذاك انحياز؟، وهل رأيتم أكثر من ذاك تحريضا وموافقة على القتل واستمراره؟، فأنتم تقفون مع الجلاد وتدينون الضحية.
وكلمة أخيرة نقول لكم : لقد سقط قناعكم وظهرت بشاعتكم وإجرامكم وحقدكم وتعرت مواقفكم أمام العالم أجمع !!
د . علوي عمر بن فريد