شامبيون .. وجه مليح وآخر عبوس

2013-08-02 21:06

عاشت المكلا شهر رمضان المبارك على وقع كارثة من الكوارث المتكررة على حضرموت ، فقد تجددت في حضرموت فاجعة على فواجع ما انتهت فمن كارثة السيول وحتى شامبيون بقيت حضرموت مكلومة موجوعة ، فهل هي مشيئة مقدرة أم هي فعل فاضح لا حساب عليه ...

 

وقعت الواقعة ..

تطابقت اﻷخبار كلها بأن الباخرة شامبيون 1 مصابة بعطب ، وقد رفض ميناء عدن استقبال شحنتها فتوجهت عنوة إلى ميناء المكلا لتغرغ شحنة المازوت وما أن اقتربت حتى بدأت تسرب كميات من حمولتها في البحر ، هنا حلت الكارثة البيئية وهي كارثة متوقع حدوثها في بلد يضرب الفساد كل شيء فيه ، وفي بلد تحت الوصاية الدولية من حجم الفساد الهائل الذي وصل إلى كل ما فيه من بشر إلا من رحم ربي .

عند غيرنا تتحمل الدولة مسؤوليتها لكن عندنا الدولة تتواطئ فتتجاهل أولا ثم تبرر ثانيا ثم تجعل من الكارثة كوارث ، وهذا ما فعلته المحافظة تجاهلت ثم بررت ثم أصبحت كارثة التسرب كوارث تتجاوز مجرد بقعة من المازوت تحتاج إلى تنظيف ومعالجة إلى كارثة بيئية وكارثة اقتصادية وكارثة صحية .

قد لا نحتاج أن إلى تحميل المسئوولية إلى محافظ حضرموت خالد الديني إذا نحن علمنا أننا أمام ( سنحان جنوب ) يتخلق فيما بعد ثورة التغيير التي ازاحت نوعا ما ( سنحان الشمال ) بعد سنوات طويلة صنعت قبائل الشمال كل العبث بالدولة ومقدراتها قبل العام 90م وصدرته بعد ذلك إلى الجنوب في تصدير ثقافة الفساد والجهل والعبث وعدم احترام القوانين واﻷنظمة حتى تطابق حال الجنوب بحال الشمال فأضحى الفساد عنوان عريض .

مالك البلوى ( الباخرة شامبيون ) هو العيسي والعيسي من أبين ومنها أيضا رئيس الجمهورية المنتخب شمالا لا جنوبا ، وأبين الواقعة بقضها وقضيضها جنوبا يبدو أن طرفا منها يعيش على أثر سنحان ، فتدور الداوائر ويتعلثم الديني ...

 

آراء .. وحدها

عندما لم تتحرك الدولة ، وعندما تمارس سنحان طقوسها فلرجال حضرموت منطقهم ولسانهم وفعلهم ، فما خاب ولن يخيب العشم يوما في رجالنا وبناتنا وشبابنا وشاباتنا الذين تركوا المحبطات وتوجهوا إلى ما ينفع الناس ، وما ينفع الناس هو العمل وترك النطنطه جانبا .

مؤسسة آراء من مؤسسات المجتمع المدني التي كانت واحدة من أدوات الحل للكارثة البشعة ، اجتمعت وقررت إنشاء لجنة طوارئ والهدف هو معالجة أثار الكارثة وملاحقة المتسبب فيها ، بدأت بوقفة احتجاجية دعيت فيها كل المؤسسات والهيئات واﻷحزاب فلا متاجرة هنا لمن يبحث عن تجارة في أزمة قد تدفع المكلا ثمنها باهظا من صحة أهلها وتأثير اقتصادي غير معروفة ملامحه .

بعد الوقفة الاحتجاجية تركت آراء للمتاجرين أصحاب العيون الضيقة المكان ليتاجروا فيبيعوا ويشتروا وذهبت لتعمل فخاطبت المنظمات البيئة الدولية ووسائل اﻹعلام العربية والعالمية لعلها تستطيع أن تنقذ ما يمكن انقاذه من أثار الطامة التي حلت ببحر المكلا .

تجاوبت قناة الجزيرة اﻹخبارية مشكورة وحضرت إلى المكلا وقدمت تقارير اشتملت على تغطية لوقفة أخرى للصيادين وهم الطرف المتضرر اﻷول من الكارثة ، بعدها ظهر العيسي مبررا وظهر المحافظ الديني غير محافظا على حضرموت وأخضع وأخضعت سنحان لتوقع اتفاقية مع شركة بريطانية لمعالجة اثار الكارثة .

 

المتاجرون .. ينطنطون

من المعيب أن تجلس لتصنع حروفا مصابة بالهشاشة ، ومن المعيب أن تسقط في اعتصامك أو في مليونيتك وتمارس بعدها التنظير عن حالتك المأزومة في صراعك الغير منتهي والذي أصبح كالنار التي تأكل نفسها ، هذا وللأسف حال المتاجرين الخائبين ، هؤلاء لم ينظروا إلى أن شباب المكلا حولوا الكارثة إلى قضية رأي عام احتملت في باطنها فساد مؤسسات الدولة وهيئاتها ومنظومتها من رأسها إلى قاع رجلها .

أؤلئك المتاجرين لم يتأملوا في حضرمي لم يتم سبعة عشر عاما وهو يضع حلولا للكارثة بما يتوافر من إمكانيات شحيحة ، أصحاب العيون الضيقة المتأزمون من التواريخ المريضة سيبقون حيث هم لا مكان لهم فيما تريده حضرموت وما يريده الوطن الكبير .

لقد أثمرت الكارثة نعمة لهذا الوطن المكلوم ، نعمة في شبابنا في زهراتنا هذه الثمرة التي كنا ومازلنا نقول أنها صاحبة الحل لمستقبل بلادنا ، فالحرية والكرامة والعدالة يصنعها جيل لا يعيش في أزمنة ماضية ، ولا يرهن ذاته ﻷحزاب ومكونات لا تعرف غير حلبة المصارعة ، في شبابنا خير هذه نتيجة أولى والقادم أجمل.