هناك شيء ما يُرسم خلف جدران الغرف المغلقة

2023-04-27 06:59
هناك شيء ما يُرسم خلف جدران الغرف المغلقة
شبوه برس - خـاص - عــدن

قال كاتب سياسي أن "لا أحد على وجه الدقة يعرف موقع القضية الجنوبية من ترتيب أوراق التسوية، ولكن هناك توافق يمنح الحوثي حق التمدد في مساحة أوسع ،والسيطرة على الجغرافيا الإقتصادية والبسط على مناطق الثروات وأن الرياض لا تربط محادثاتها معه بوقف التصعيد أو حتى خفض مناطق التوتر ، وبهذا الصمت المسموع تمنح صنعاء حق فرض شروطها ، وكأن هناك توافقاً على شيء ما يُرسم خلف جدران الغرف المغلقة".

جاءت هذه التوقعات المريبة في موضوع للكاتب "خالد سلمان" تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منه ويعيد نشر نصه: تستأنف المفاوضات بين الطرفين السعودي الحوثي الأسبوع القادم، وسط تصعيد غير مسبوق في الجبهات ولاسيما الجنوبية بعد حالة من الإسترخاء العام عقب هدنتين معلنتين وثالثة غير معلنة.

هذا التوقيت بين التصعيد وإستكمال المحادثات يثير غبار التوقعات، من أن مايجري هو لتحسين وتحصين مكاسب الحوثي ، وفرض وقائعاً جديدة على الأرض، يتم تكريسها وإعتمادها كأمر واقع أثناء مفاوضات الحل النهائي والسلام المستدام.

لا أحد على وجه الدقة يعرف موقع القضية الجنوبية من ترتيب أوراق التسوية ، ولكن هناك توافق ما يقع في خانة البنود السرية، تمنح الحوثي حق التمدد في مساحة أوسع ،والسيطرة على الجغرافيا الإقتصادية والبسط على مناطق الثروات ، ما يعني ان منطق الحل لايقوم على أطراف متعددة، بل على طرفين الحوثي من جهة والسعودية من الجهة الأخرى ، ومصالح الأقليم من قبل ومن بعد.

عيدروس أعلن التعبئة القصوى للقوات في إشارة إلى أننا مقبلون على صيف ساخن، وأن الشق السياسي الذي يراد إستكماله الأسبوع القادم ذات صلة برسم الأوزان السياسية، وتحديد حجم كل طرف بما له من قوة على الأرض.

الحوثي يفاوض ويحارب ، والرياض لا تربط محادثاتها معه بوقف التصعيد أو حتى خفض مناطق التوتر ، وبهذا الصمت المسموع تمنح صنعاء حق فرض شروطها ، وكأن هناك توافقاً على شيء ما يُرسم خلف جدران الغرف المغلقة.

إذا كانت زيارة الوفد السعودي السابقة لصنعاء ، قد أنتجت حلاً للقضايا الرئيسية: المنافذ والرواتب وإنهاء الحصار وتوزيع الثروات مقابل وقف الحرب وبعبارة أكثر تحديداً ضد الداخل السعودي ، فأي ملفات ستبحثها وستستكملها المحادثات المقبلة؟.

أتصور أن الجولة القادمة تذهب نحو العمق في السياسة، شكل الحكم وحصص الأطراف وصياغة مقاربات بشأن الجنوب، وما إذا كان قضية سياسية أم مجرد مظالم وحقوق إجتماعية إقتصادية يتم تسويتها بالتعويض وجبر الضرر.

لهذا نحن أمام موجة حرب بدلالات سياسية متفق عليها ، حرب إبرة بوصلتها تتجه في الغالب الأعم جنوباً.