يمن متعدد الأقطاب!!؟؟

2023-04-04 20:28



اجتماع الرياض

على غرار المطالبة بعالم متعدد الأقطاب لكبح الهيمنة والغطرسة الأمريكية، يرى كثير من المنصفين في اليمن أنه لابد من كبح جماح السيطرة والهيمنة للهضبة الزيدية على اليمن ، وأن يمن متعدد الاقطاب أصبح مطلب شعبي ملح ليس للجنوب فقط بل لليمن الأسفل ايضاً الذي يتطلع إلى الانعتاق من ربق العبودية للسيادة الزيدية المتسلطة عليه منذ قرون طويلة.

يمن متعدد الاقطاب قد يكون عنوان المسار السياسي الذي تضع الرياض الخطوط الأولى لخارطة طريقه في اجتماع قيادات اليمن الذي دعت له قبل يومين.

هذا الطرح ظهر بعد أن تعذر إعادة اليمن إلى ماقبل 2014 وما تلاه من سيطرة لون واحد تحت راية مذهبية بانقلاب على الدولة والسيطرة على معظم اليمن وإنهاء مسمى الوحدة.

فيما يخص الجنوب: قبل الحرب حاولت جهات متعددة داخلية بحث صيغة مقبولة تنهي نتيجة حرب 94 وعقد مؤتمر القاهرة الذي اشرف عليه الرئيس السابق علي ناصر محمد ومجموعة من سياسيي المرحلة السابقة لبلورة حل للأزمة، وطرح مقترح اقليمين شمالي وجنوبي على حدودهما السابقة مع احتفاظ صنعاء بإدارة مركزية للاقليمين، وهذا الطرح لاقى رفض واسع في الجنوب من معظم مكونات الحراك في حينه.



بعد عاصفة الحزم وتدخل التحالف بقيادة السعودية تحت مسمى استعادة الشرعية وعدم تحقيقها مكاسب جوهرية تعيد الشرعية إلى صنعاء وتنهي الانقلاب الحوثي على الدولة كان لابد من البحث عن مخرج من الأزمة وإنهاء الحرب في اليمن.



ترتكز سيناريوهات الحل المطروحة لإنهاء الحرب في اليمن على ثلاثة محاور رئيسية تدور حولها مشاورات تظهر حينا وتخبو حيناً وهي :

- المحور الأول: بحث فكرة قيام حكومة (إنقاذ وطني) تضم كل أطراف النزاع لإدارة البلاد خلال مرحلة زمنية محددة يتخللها مفاوضات لبحث مستقبل البلاد مستندة إلى مخرجات الحوار الوطني .

- المحور الثاني ينطلق من تقسيم اليمن إلى ثلاثة اقاليم: (إقليم آزال) يشمل صنعاء ومناطق الشمال الشمال، (إقليم الجند) يشمل تعز وعدن والمناطق المجاورة لها، (إقليم حضرموت) ويشمل حضرموت وشبوم ومأرب إلى سقطرى.

وهذه الأقاليم تتمتع بسلطة محلية شبه مستقلة تحت ادارة الدولة المركزية في صنعاء.

- المحور الثالث فك الارتباط وعودة اليمن إلى ماقبل 22 مايو 90 على الحدود السابقة (دولتين مستقلين) تماماً وتشكيل مجلس مشترك للإشراف على ترتيب العلاقات بينهما في المستقبل برعاية دولية.



هذه المحاور ستبحث كلها أو بعضها وستطرح على الطاولة في المستقبل بقوة لأن أوان إنهاء الحروب في الشرق الأوسط قد حان .



معظم الجنوبيون يرون ان المحور الثالث يلبى طموحاتهم في تقرير مصيرهم وسيتمسكون به ويدافعون عنه بكل قوة، لكن هناك شريحة ترى أن فك الارتباط يشكل هاجس خوف لها مستدعية أحداث الماضي التي قسمت الجنوبيين وارغمتهم على المسارعة للوحدة مع الشمال؛ كذلك ماتراه من سيطرة شبه كاملة على قيادة أجهزة الإنتقالي وهيئاته المختلفة للون معين لايرى أحقية لأي طرف بالقيادة الا له (هكذا يقولون).. لهذا السبب وغيره نرى ان إعادة هيكلة الإنتقالي ومنح كل محافظة حصتها في جميع دوائر المجلس صغيرها وكبيرها حتى تطمئن القلوب وتبتعد عن عودة السيطرة السابقة التي كانت سائدة ايام الحزب الاشتراكي.

ختاماً: الجميع في الرياض يسمعون صوتا مرتفعا ويردون عليه همساً لأن بيده خيوط اللعبة.

نتمنى من الله التوفيق لإنهاء هذه الحرب وحل كل القضايا حلا عادلا.



عبدالله سعيد القروة

٤ ابريل ٢٠٢٣م