اهلا رمضان، نسأل الله أن يبلغنا رمضان ويتقبله منا ويغفر لنا ولكم.
في الماضي كان الناس يستقبلون رمضان بالفرحة والرجاء والإيمان ويرجعون فيه إلى الله ليغفر ذنوبهم وكانوا على الفطرة لا يتكلفون ولا يرهقون أنفسهم بمالا يطاق من أسباب المعيشة.
اما اليوم فما ان ينتصف شعبان حتى يتسابقون على الأسواق لشراء كل ما حلي وطاب من المواد الغذائية بأثمان غالية ويصرفون في رمضان مثل ماصرفوه خلال 11 شهر الماضية!
هذا لم يعد شهر عبادة بل موسم لتناول مختلف أصناف المأكولات والمشروبات بعد يوم من الامتناع عن الأكل فقط.. وليس صوم..
هنا يجب أن نتوقف عند مفهوم الصوم وكيفية التعامل مع شهر رمضان.
رمضان شهر عبادة وتواصل مع الله لأن الجزاء عليه من الله "الصوم لي وانا اجزي به". فمن فهم هذه الشعيرة وعرف معنى الصوم الحقيقي وجب عليه الإلتزام بأوامر الله ونهيه عن التبذير والاسراف، لأن الصوم ليس امتناع عن الأكل والشرب والنكاح فقط إنما هو عبادة عظيمة تهذب النفس وتعلمها كيفية التعامل مع أوامر الله وفرائضه، ولأنه سبحانه وتعالى غني عن امتناع الناس عن مأكلهم ومشربهم.
واذا كنا نريد فهم الصوم على فطرته علينا العودة والتفكير في ماكان عليه آبائنا والذي عشناه معهم ولا نحرم أنفسنا واهلنا مما نستطيع توفيره من دون إسراف ولا تبذير ولا تفاخر.
نتذكر فطور أهلنا رحمهم الله الذي يتكون من (التمر "إن وجد" والماء والقهوة واللحوح والشربة "إن وجدت") هذه هي مكونات السفرة الرمضانية في تلك الأيام عندما كان الصوم عبادة.
في بلادنا أصبحت حالة 90% من الشعب صعبة جداً بسبب الغلاء وانقطاع الرواتب وظروف الحرب أم البلايا، ولابد من ترشيد الاستهلاك على قدر المقدرة الشرائية.
كما أن الميسورين عليهم مراعاة أحوال جيرانهم واقاربهم وعدم تحويل موسم الصيام إلى معارض مأكولات للتفاخر لأن هذه الصفة تنقص الأجر.
كذلك اخي المسلم يجب عليك المحافظة على صيامك من الرياء وتحويله من صوم طاعة إلى امتناع عن الأكل إلى المغرب.
وايضا الإكثار من الصدقات لمن استطاع فإنها في هذه الضروف الصعبة افضل من بعض الطاعات.
عبدالله سعيد القروة
١٨ مارس ٢٠٢٣