إعادة التراص على قاعدة ماتسمى الوحدة هو خط السير الكاشف للتحالفات القادمة ، والوحدة طبعاً بمعناها الإقصائي، وليس وحدة الشعب وشراكة السلطة والثروة والقرار والمواطنة الواحدة.
في مساحة تويتر يرسم عضو مجلس سياسي الحوثي محمد البخيتي ، مجسم جماعته لقادم التطورات ، بإدانة الإنفصال والإنضواء تحت يافطة مثل هكذا وحدة مع الإصلاح ، حد القول بقبول اليدومي رئاسة اليمن شرط أن يكون موحداً.
إذا وسعنا قليلاً النظرة نحو جملة الحراك الأخير الذي شهدته الساحة ، من تقارب طارق مع الإصلاح ، وتخفيف حدة اللهجة العدائية بين الحوثي والإصلاح وطارق ، تتشكل لنا ملامح مشهد ماقبل التسوية :ثلاثية الشمال بتجنحاته القبلية المذهبية المتجانسة بحدها الأدنى ، ضد الجنوب أيضاً بتجنحاته السياسية وتشظياته الحزبية الجهوية، طرفان الجنوب فيهما هو الأضعف بحسابات الكثافة السكانية والغلبة القبلية والجبهة غير العريضة ، وبتغييب تنوع فسيفساء الأحزاب، والقوي بعدالة قضيته وربما بأدواته العسكرية المسلحة.
قبول اليدومي رئيساً لليمن من قبل الحوثي، يسقط ورقة توت العداء المزعوم بينهما ، ويقدم دليلاً مضافاً أن التخادم في أعلى مستوياته، وأن هناك في الأخير مظلة جامعة ووحدة هدف ، مرحلياً بإقصاء الجنوب وتالياً بالمحاصصة وإعادة إنتاج تحالفات حرب 94 بشراكة حوثية.
التخفي وراء شعار الوحدة بأي ثمن بمفهومها الإقصائي ، يؤسس لحرب مستدامة ويفتك بآخر ماتبقى من وحدة الشعب ، على قاعدة مغلوطة تعبوية مذهبية عنوانها كل الشمال ضد كل الجنوب.
الخيار لإجهاض مثل هكذا مشروع ومواجهة تلك النوايا الشريرة ، يكمن بتحالفات اجتماعية سياسية غير سلطوية جادة تشمل الجنوب والشمال ، وببرنامج غير ملتبس عنوانة ضد الإقصاء ومع المواطنة وحق تقرير المصير.
خالد سلمان
.